على الرغم من أن متلازمة القولون العصبي تعد أحد اضطرابات الجهاز الهضمي الأكثر شيوعاً، إلا أنها لا تنفك تثير حيرة المصابين بها والأطباء الذين يعالجونها على حد سواء. وعلى عكس الاضطرابات الأخرى مثل قرحة المعدة والتهاب المفاصل، فلا يمكن إجراء فحوصات مخبرية أو أشعة سينية أو تصوير للبطن أو فحص بالمنظار لمعرفة ما إذا كان المرء مصاباً بمتلازمة القولون العصبي أم لا.
في الحقيقة، لا يوجد علاج ناجع لهذه المشكلة، ولكن هناك العديد من أنواع العلاجات التي قد تحد من تكرر وتفاقم حدة الأعراض. ويمكنك بالتعاون مع طبيبك أن تتعلم كيفية التعايش مع هذا المرض. تشتمل متلازمة القولون العصبي على مجموعة من الأعراض المتشابهة التي غالباً ما تحدث معاً ووفق نمط معين، ما يسهل على الطبيب أمر تشخيصها.
الأعراض الرئيسة
تستخدم عبارة «تهيج» لوصف ردة فعل عضلات الأمعاء التي تتفاعل مع الضغط بحصول تقلصات غير طبيعية فيها. وقد ينتج عن هذا ثلاثة أعراض رئيسة:
- ألم متكرر في البطن على مدى 3 أيام في الشهر
- الألم يتسم باثنتين من السمات الثلاث التالية:
- يخف بعد التبرز
- يتغير مع بدايته عدد مرات التبرز المعتاد
- يتغير مع بدايته شكل أو طبيعة البراز المعتادة
- يمكن أن توجد بعض الأعراض الأخرى التي تدعم التشخيص ولكنها ليست ضرورية مثل:
- تغير في عدد مرات التبرز
- تغير في طبيعة أو شكل البراز (قاسً ومتكتل أو طري وسائل)
- تغير في طبيعة الإخراج (صعوبة أو سرعة أو شعور بعدم اكتمال الإخراج)
- انتفاخ أو شعور بالامتلاء
وغالبا ما تكون هذه الأعراض مثيرة للقلق. ولكن في حال تشخيص حالتك على أنها متلازمة القولون العصبي، فما من داعِ للقلق. إذ لن تتطور تلك الحالة تلك لتصبح مرضاً خطيراً مزمناً، كالسرطان مثلاً أو التهاب القولون التقرحي. إضافة إلى ذلك، فلا يوجد أي دلائل تشير إلى انخفاض معدل العمر المتوقع للمصابين بمتلازمة القولون العصبي.
ما مدى شيوع متلازمة القولون العصبي؟
تصيب متلازمة القولون العصبي عادة شخصاً واحداً من أصل خمسة أشخاص في الدول الصناعية.إذ أظهرت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة الأميركية أنه في عام واحد، تبين أن ما قدره % 70من السكان يعانون من مشاكل ذات صلة بالخلل الوظيفي للأمعاء.
متى تقتضي الحاجة لمراجعة الطبيب؟
في حال ظهور أحد الأعراض التالية، يتعين على المصاب بها مراجعة الطبيب، وذلك بغية تشخيص القولون العصبي واستبعاد الاحتمالات الأخرى التي تتسم بخطورتها الشديدة:
- ظهور علامات أو أعراض بعد سن الخمسين
- فقدان الوزن
- نزف في المستقيم
- الحمى
- الغثيان أو القيء المتكرر
- ألم في البطن، ولا سيما إذا ما استمر الألم حتى بعد عملية التغوط، أو حدث خلال فترة الليل
- الإسهال المستمر أو الذي يوقظك من النوم
- تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أو المستقيم
- فقر الدم المرتبط بنقص الحديد
ما الذي يثير متلازمة القولون العصبي؟
على الرغم من أننا لا ندرك تماماً ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، غير أن أحد أبرز العوامل يكمن في الاضطراب في تقلصات عضلات القولون. وبما أن الخلل مرتبط بعمل القولون، وليس بأي خلل أو ضرر في بنيته، لذلك غالباً ما توصف متلازمة القولون العصبي بالاضطراب الوظيفي.
لماذا يصاب بعض الأشخاص بمتلازمة القولون العصبي دون غيرهم؟ للأسف، لا يوجد جواب دقيق عن هذا السؤال، وذلك على الرغم من تحديد بعض العوامل المرتبطة بزيادة احتمال إلإصابة بهذا المرض وهي:
-
عوامل نفسية:
دراسات عدة أكدت وجود علاقة بين بدء أعراض متلازمة القولون العصبي وحصول حدث ضاغط مثل الصعوبات في العمل، الثكل، المشاكل الزوجية، القلق أو العمليات الجراحية.
-
الحمية الغذائية:
لربما يعاني العديد من الأشخاص من أسوء أعراض متلازمة الامعاء المتهيجة، وذلك عند تناول أطعمة أو أشربة مُحددة بما فيها القمح ومنتجات الألبان والفاكهة الحمضية والفاصوليا والكرنب والحليب والمشروبات الغازية.
-
الهرمونات:
تتعرض المرأة لاحتمال الإصابة بمتلازمة الامعاء المتهيجة بمعدل الضعف مقارنة بالرجل، وقد يُشير ذلك إِلى الدور الذي تلعبه التغييرات الهرمونية. إذ تجد العديد من النساء أن العلامات والأعراض تسوء لديهن عادة خلال أو عند اقتراب الدورة الشهرية.
المضاعفات
يُمكن أن يُفضي الإمساك أو الإسهال المزمن إلى الإصابة بالبواسير.
-
انخفاض مستوى جودة الحياة:
يذكر العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة الأمعاء المتهيجة التي تكون متوسطة إِلى شديدة انخفاض جودة الحياة لديهم. وتُشير الأبحاث إِلى تغيُّب مرضى متلازمة الأمعاء المتهيجة عن العمل بمعدل ثلاث أضعاف الأشخاص غير المصابين بأعراض معوية.
-
اضطرابات المزاج:
يُمكن أن تؤدي علامات وأعراض متلازمة الأمعاء المتهيجة إِلى الاكتئاب والقلق. ويُمكن أن يؤدي الاكتئاب والقلق إِلى تفاقم متلازمة الأمعاء المتهيجة.
علاج القولون العصبي
اضطراب القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي يتوجب عليك التعايش معها. ومن هنا تنبع أهمية التوعية وطمأنة المريض بعد الكشف عليه والتأكد من التشخيص. ولعل أبرز الأمثلة التي تتناول أساليب التعايش يتمثل في ما يلي:
- تناول وجبات منتظمة ومتوازنة وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون
- تناول كمية كبيرة من الماء
- الحرص على ممارسة الرياضة فهي تشد العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون
- تناول 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة
- تعلم كيف تتعامل مع الإجهاد النفسي والضغوط
- زيارة الطبيب في حالات ظهور أعراض أخرى غير معتادة في حالات اضطراب القولون العصبي
- عدم تناول أي عقار إلا بمشورة الطبيب والخضوع للفحص الكامل، وذلك بغية استبعاد أي أمراض أخرى
- احتساء الشاي الأخضر مع النعناع أو احتساء البابونج
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
يد آلية للمصابين بالشلل النصفي
-
ما قصة الحمير وما سر هذا الإقبال الكبير عليها؟
-
مخاطر تهدد مستخدمي التقنيات الحديثة
-
سامي زين…أول سوري في عالم المصارعة الحرة
-
شركة نيكين سيكي اليابانية تبني أعلى ناطحة سحاب خشبية
-
الكشف في دبي عن أطول مبنى أفقي معلق في العالم
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى وسائل التواصل الاجتماعي …
ا