الذكاء الاصطناعي يُحكم قبضته على عالم الأعمال وتوقعات بهيمنته الكاملة على هذا العالم خلال الأعوام القليلة القادمة

الجناح الأمريكي في سوق السفر العربي 2019 بعدسة فريق عصري.نت
8٬099

لا ريب في أن التقنيات المتطورة على غرار التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي تسهم في إجراء تحول كبير في قطاع الضيافة والسفر في دول مجلس التعاون الخليجي، غير أنه يتعين على الشركات العاملة في هذا القطاع أن تحقق التوازن الصحيح بين تلك التقنيات المتطورة، من جهة، والتدخل البشري، من جهة أخرى.

الذكاء الاصطناعي -سوق السفر العربي 2019

تم التطرق إلى هذا الموضوع خلال إحدى الجلسات التي أقيمت على هامش فعاليات معرض سوق السفر العربي 2019. إذ  خلص الخبراء الذين حضروا الجلسة إلى حقيقة مفادها أن التقنيات المتطورة والابتكار سيسهمان وعلى نحو فاعل في نمو قطاع السفر في المستقبل إذا ما تم تطبيقها بشكلٍ صحيح.

وتلعب بعض التقنيات الحديثة على غرار الواقع الافتراضي (VR) وروبوتات المساعدة وروبوتات الدردشة الذكية “شات بوت” التي تعمل وفق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتي بدأت تدخل تدريجياً في هذه الصناعة دوراً كبيراً في تحسين تجارب العملاء وجعلها أكثر سلاسة. وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تصل المبيعات العالمية لروبوتات العلاقات العامة إلى 66,000 روبوت بحلول عام 2020، بينما من المنتظر أن تصل قيمة تطبيقات “تكنولوجيا البيكون” في قطاع الضيافة إلى 72 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026.

وحول ذلك، قال شربل سركيس، الرئيس الإقليمي لتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية والسفر والضيافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “غوغل”: “إن التعلم الآلي الذي نتحدث عنه اليوم أصبح أمراً واقعياً، وليس شيئاً سيحدث في المستقبل. يتيح لنا هذا النوع من التكنولوجيا التنبؤ بسلوكنا بطريقة ذكية للغاية، ومن خلاله يمكننا تخصيص تجارب السفر بالكامل. على سبيل المثال، إذا ذهبت على روما للمرة الأولى، فإن حجم التوقعات لدي سيكون مختلفاً بلا شك عن زائرٍ آخر زار المدينة نفسها بمعدل خمس مرات من قبل. إن التعلم الآلي يمكنه أن يساعدنا على تخصيص هذه التجارب وبالتالي يوفر لنا تجربة أفضل”.

موضوع جدير بالاهتمام أيضاً: اللغة العربية وإنترنت الأشياء

وفي السياق ذاته، يمكن أن تؤدي الابتكارات الأخرى مثل إنترنت الأشياء إلى زيادة الكفاءة في قطاع الطيران. إن تطبيق التكنولوجيا لخفض تكاليف الصيانة غير المخطط لها بنسبة 1% فقط، على سبيل المثال، يمكن أن يحقق وفورات كبيرة في هذه الصناعة تصل إلى 250 مليون دولار أمريكي سنوياً، وفقاً للأبحاث التي أجرتها كوليرز إنترناشونال شريك الأبحاث الرسمي لسوق السفر العربي.

من جانبه حثّ مات راوس، نائب الرئيس الأول للأعمال التجارية قسم الشركات والترفيه في طيران الإمارات مشغلي السفر في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز تجارب العملاء في الرحلات الشاملة من خلال تطبيق التقنيات بشكل فعّال وقال: “إن التحدي الذي نواجهه اليوم هو أننا نشكل جزءاً من منظومة واسعة، وفي الحقيقة لا يمكن لطرفٍ واحد أن يفعل كل شيء بمفرده، وإنما نحتاج إلى التعاون بين جميع الأطراف المعنية بتطوير المنظومة حتى نتمكن من تقديم الخدمات والمتطلبات التي يريدها العملاء”.

الذكاء الاصطناعي -سوق السفر العربي 2019- إحدى الجلسات
مات راوس، نائب الرئيس الأول للأعمال التجارية قسم الشركات والترفيه في طيران الإمارات
مواضيع ذات صلة بسوق السفر العربي:

واليوم، باتت التقنيات الجديدة مثل التعلم الآلي والابتكارات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الاستقبال “الكونسيرج” وأنظمة التعرف على الوجه والصوت، والتقنيات التي تركز على تخصيص الخدمات في الغرف، أكثر شيوعاً وانتشاراً في قطاع الفنادق على مستوى العالم. ولكن على الرغم من ذلك، ظلت بعض الشركات والعلامات التجارية في دول مجلس التعاون الخليجي مترددة في تطبيق هذه الحلول المبتكرة بسبب التوقعات العالية للعملاء والتي تم التعامل معها بصورة جيدة من قبل العاملين في قطاع الضيافة الذين يمتلكون مهارات وخبرات كبيرة لتقديم أفضل تجربة للعملاء.

وفي هذا الشأن أيضاً، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “يبلغ متوسط استثمارات الفنادق في مجال تكنولوجيا المعلومات حالياً 4% فقط، ومع ذلك فإن الفرصة متاحة لتحويل ثلاثة أرباع الأنشطة في قطاع الضيافة التي تعتمد على العامل البشري لتصبح مؤتمتة. من الواضح أن هناك إمكانات وفرص هائلة للاستفادة من تطبيق التكنولوجيا في هذا القطاع.

الذكاء الاصطناعي يُحكم قبضته على عالم الأعمال
دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في منطقة الشرق الأوسط

إن قطاع الضيافة والسفر في دول مجلس التعاون الخليجي بات يحتل مكانة مرموقة عالمياً بفضل الخدمات الراقية والمتميزة التي يحظى بها العملاء والتي تتم من خلال التعامل المباشر وجهاً لوجه بينهم وبين الموظفين. لذا من الضروري أن تحقق هذه المنطقة التوازن الصحيح بين التقنيات المتطورة واللمسة البشرية. وعلى المدى البعيد، من المرجح أن تحافظ الشركات المتخصصة في قطاع السياحة في الشرق الأوسط على التزامها بالتفاعل البشري، ولكن بمساعدة التكنولوجيا المتطورة”.

هذا وقد شهدت فعاليات معرض سوق السفر العربي 2019  مشاركة أكثر من 2,500 شركة عارضة في قطاع السياحة والسفر والضيافة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولقد استقبلت دورة العام الماضي أكثر من 39,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وشهدت تسجيل أكبر مشاركة للفنادق في تاريخ المعرض على الإطلاق.

من اختيارات المحرر:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى
إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط