الكثير من الدراسات أُجريت على مدى سنوات عدة خلت للكشف عن الجوانب السلبية والإيجابية للمكملات الغذائية. وكانت هذه القضية تشغل حيزاً من جهد العُلماء الذين تخصص البعض منهم في دراسة فيتامين “C” مثل لينوس باولينغ الذي حاز جوائز عدة في عام 1931 إبان تقديمه لورقة بحث تدعم ما كان يُروج له من فوائد عظيمة وشفاء لعدة أمراض بالاعتماد على فيتامين “C” والذي أثبت العلماء من بعده أن كل ما كان يُروج له لا يمت إلى الحقيقة بصلة، بل محض تكهنات وافتراضات لا سبيل إلى تأكيدها.
وفي عام 1994 تضافرت جهود كل من المعهد الوطني الأمريكي والمعهد الوطني الفنلندي للصحة العامة لإجراء دراسة على 29 ألف شخص مُدخن، جميعهم تجاوزوا الخمسين من العمر. اختيرت هذه الفئة لأنها كانت الأكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، وقُسموا إلى مجموعات أعطيت كل مجموعة فيتامينات تختلف عن الأخرى، بالإضافة إلى مجموعة لم تُعطَ أي شيء. كانت النتيجة واضحة كالتالي: جميع الذين أعطوا الفيتامينات والمكملات الغذائية كانوا أكثر عرضة للموت بسرطان الرئة على عكس أولئك الذين لم يُعطَ لهم أي مكمل إضافي. كانت هذه النتيجة، بالطبع، معاكسة لتوقعات العلماء.
وفي عام 2004 قام فريق من جامعة كوبنهاجن باستعراض نتائج أربع عشرة تجربة طالت ما يربو على 170 ألف شخص تناول جميعهم فيتامينات مختلفة تتنوع بين “A, C, E” وبيتا كاروتين لرصد الفروق التي قد تتسبب بها مضادات الأكسدة في الوقاية من سرطانات الأمعاء. إلا أن النتائج كانت جلية مرة أخرى؛ إذ كان إجمالي الوفيات أعلى بنسبة 6% للذين تناولوا المكملات الغذائية وكانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الأمعاء وأمراض القلب من أولئك الذين لم يتناولوا تلك المكملات.
مواضيع ذات صلة بالدواء والأدوية:
-
-
سوق الأدوية في منطقة الخليج يشهد انتعاشاً لافتاً على وقع ارتفاع معدلات الشيخوخة بين سكان دول الخليج
-
كيترودا … العقار السحري الذي يعالج السرطان على أساس العلامات البيولوجية الوراثية
-
الـ “جريب فروت”…دواء لكل داء
-
روسيا تبتكر دواء يقضي على الخلايا السرطانية فقط
-
دواء جديد يخفض الكولسترول السيء ويقي من الإصابة بالنوبات القلبية
-
التوصل إلى دواء جديد لعلاج مرض ألزهايمر
-
في ما يلي قائمة تلقي الضوء على أبرز المكملات الغذائية التي يجب علينا تناولها عند الضرورة وتلك التي يجب علينا النأي بأنفسنا عن تناولها في هيئة دواء واستبدالها بالبدائل الطبيعية، كتلك مثلاً الموجودة في الطعام والفاكهة:
وهكذا استمرت رحلة الأبحاث والدراسات التي تُحاول أن تحيط بالحيثيات التي ترسم الدواعي وتجعل من تناول المكملات ضرورة للتعافي أو الوقاية، لتأتي دراسة في عام 2011 أُجريت على عدد من النساء اللواتي تناولن مكملات غذائية قوامها الزنك، الحديد والمغنيسيوم، وتمخضت النتيجة عن نسب وفاة بمعدلات أعلى في صفوف اللواتي تناولن تلك المكملات في مقابل اللاتي لم يعتمدن على المكملات الغذائية في نظامهن. وجاء تعليق الباحثين القائمين على هذه الدراسة كالتالي: “استناداً إلى كل الأدلة الموجودة فنحن لا نرى أي مبرر يدفع الأشخاص للاستخدام العام للمكملات الغذائية”.
وفي سياق آخر، نشرت المحطة الإخبارية الأمريكية “سي بي إس نيوز” (CBS News) قصة شاب في العقد الثاني من العمر كان ضحية جرعة زائدة من بودرة الكافيين التي قام بشرائها من موقع إلكتروني إثر مزاعم جاءت على لسان مروجيها بأنها تمتلك خصائص سحرية في عملية إنقاص الوزن. ولعل اللافت هنا أن المذيعة طرحت سؤالاً على ضيفتها مفاده: “ما أكثر معلومة خاطئة نعرفها عن المكملات الغذائية؟ فأجابتها: “أنها آمنة! لأنها ليست كذلك، فالعقاقير والأدوية الطبية تخضع لاختبار المعايير والمقاييس الصحية بعكس المكملات الغذائية التي لا تخضع لهذا الاختبار”.
بدوره، علّق الدكتور ريتشارد بينسر في البرنامج الإخباري على قناة “أيه بي سي” (abc)، الذي عرض حالة امرأة تناولت الكالسيوم كمُكمل ومُقوٍّ للعظام، إلا أن ذلك أدى إلى إصابتها بأمراض القلب وحصوات الكلى، فقال: “لا ضرورة لاستخدامك المُكملات الغذائية إذا لم يُخبرك طبيبك بحاجتك إلى استخدامها، فالأعراض الجانبية للمُكملات الغذائية حقيقية وصعبة، ولا يجب الاستهانة بها”.
من اختيارات أسرة التحرير:
-
قمر يسقط على الأرض ويثير موجة من الهلع
-
سوفيتل يقدم عروض إفطار خاصة بشهر رمضان المبارك
-
مليون مصاب بمرض السكري في الإمارات يستفيدون من علاج حبة تُغني عن الجراحة
-
ملابس تبرد الجسم وتغني عن المكيف