خبراء الأمراض المعدية يحثون المواطنين الإماراتيين والخليجيين على حماية أنفسهم من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي

6٬919

حث خبراء الأمراض المعدية المواطنين الإماراتيين والخليجيين على حماية أنفسهم من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي، مثل أنفلونزا الخنازير وفيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، باتّباع التعميمات والتوصيات الصادرة عن دوائر الصحة العامة في دولهم. يأتي ذلك في الفترة التي تسبق الدورة السادسة من مؤتمر الصحة العامة الذي ستنعقد جلساته تحت مظلة مؤتمر آراب هيلث يومي 30 و31 يناير 2019 بمركز دبي التجاري العالمي.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذي تم اكتشافه للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية في عام 2012، هو عبارة عن فيروس حيواني المصدر ينتقل من الحيوانات إلى البشر.

ولقد تم الإبلاغ عن إجمالي ثماني حالات مؤكّدة مختبريًا لفيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على مستوى العالم خلال شهر أكتوبر 2018 وفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، وجميع تلك الحالات موجودة في دول خليجية. وقدّم الخبراء مشورةً للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو داء السكري أو الفشل الكلوي أو أمراض الرئة المزمنة بأن يتخذوا تدابير إضافية لحماية أنفسهم من العدوى عن طريق تجنُّب ملامسة الجِمال، إلى جانب اتخاذ تدابير النظافة الصحية العامة، مثل غسل اليدين بانتظام ومراعاة ممارسات النظافة الصحية للمأكولات.

وفي هذا السياق، قال الدكتور زياد مميش، أستاذ الأمراض المعدية بقسم الصحة العامة في كلية الطب بجامعة الفيصل في العاصمة السعودية الرياض، ووكيل وزارة الصحة السابق للصحة العامة بالمملكة العربية السعودية: “منذ عام 2012، تبيّن أن 85% من حالات فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على مستوى العالم كانت في دول الخليج العربي أو شبه الجزيرة العربية. وفي ظل خبرتها المكتسبة على مدار آخر 10 إلى 15 عامًا من خلال التعامل مع العديد من مسبّبات الأمراض الناشئة، فإن وزارات الصحة في منطقتنا بذلت جهوداً كبيرة في تعميم الرسائل المتعلقة بالسلامة العامة والوقاية من الأمراض. إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكن تعلُّمه وتنفيذه للتخلص من المرض نهائيًا من منطقتنا”.

ومن بين أكبر التحديات في حالات فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدول الخليج العربي، نذكر أنشطة الرحلات الداخلية مثل الحج والعمرة في السعودية والزيادة في عدد السياح الوافدين إلى الإمارات.

وفي إطار استعداد السعودية لاستقبال نحو 30 مليون معتمر بحلول عام 2030، شدّد الخبراء على ارتفاع مخاطر تفشي أحد الأوبئة، وأكّدوا على ضرورة أن تكون دوائر الصحة العامة مستعدةً للتكيّف مع الوسائل الجديدة للتصدي للأوبئة من أجل منع انتشار أي فيروسات للجهاز التنفسي العلوي خلال تلك الفترات.

وأضاف الدكتور زياد: “من المؤكد أن التقنيات المتقدمة سريعًا ستلعب دورًا محوريًا عندما يتعلق الأمر بالإسراع في تشخيص أمراض الجهاز التنفسي العلوي في هذه المنطقة. وعلى سبيل المثال، عندما ظهر فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لأول مرة، اعتمدنا على مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها في الولايات المتحدة وهيئة الصحة العامة الإنجليزية في أوروبا لتزويدنا بمجموعات تشخيصية للتصدي لهذا المرض”.

من اختيارات المحرر:

ومن المنتظر أن تحدّد الدورة السادسة من مؤتمر الصحة العامة عدة جوانب مهمة يمكن أن تسهم فيها هيئات الصحة العامة بدول الخليج العربي في جعل إدارة الطوارئ والكوارث أكثر فاعلية، كما أن المؤتمر سيحدّد أيضًا متطلبات الاستجابة الفاعلة لحالات الطوارئ الطبية والصحية العامة.

وتعليقًا على ذلك، قالت سالي تومسون، رئيس قسم إنتاج مؤتمر أراب هيلث: “تعتبر منطقة الخليج العربي جزءًا من المجتمع العالمي؛ لذا فإن أي شيء يحدث في أجزاء أخرى من العالم من حيث ظهور أمراض جديدة سيكون له تأثير على منطقتنا. ومن خلال تيسير سبل التواصل بين مختلف الدوائر الصحية الوطنية وتوفير منصة لمسؤولي الصحة العامة للمشاركة في هذه المناقشات، يشكّل مؤتمر الصحة العامة فرصة رائعة لتحسين كفاءة استراتيجيات الصحة العامة عند حدوث الأوبئة والكوارث وحالات الطوارئ في المستقبل”.

وإلى جانب الدكتور زياد مميش، سيضم مؤتمر الصحة العامة أيضًا عددًا من خبراء الصحة العامة رفيعي المستوى الآخرين من شتى أنحاء المنطقة، ومن بينهم الدكتور أحمد منديل، منسق قسم التطوير البحثي والابتكار والمعلومات والأدلة والبحوث في منظمة الصحة العالمية/المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالقاهرة، والدكتور فراس جعفر كريم النجار، استشاري طب الطوارئ بمركز الإصابات في مستشفى راشد ومدير البرنامج التخصصي في طب الطوارئ في هيئة الصحة بدبي والأستاذ المساعد بكلية دبي الطبية، والأستاذ الدكتور ليفينت كينار، رئيس قسم الدفاع الطبي الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في أكاديمية غولهان الطبية العسكرية بالعاصمة التركية إسطنبول.

وأوضح الدكتور زياد: “بدلاً من الانتظار لنحو ست أو ثماني ساعات لتشخيص العلاج، أصبح بإمكاننا الآن تشخيص الكثير من الحالات الجديدة في فترة تتراوح بين 30 و40 دقيقة فقط، وذلك بفضل الاعتماد المتزايد لأساليب تشخيصية جديدة مثل اختبارات نقاط الرعاية. ومع ذلك، وعلى الرغم من توفر هذه الأساليب فعلاً في منطقتنا، فإنه للأسف لم يتم تطبيقها بعد”.

لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر وعلى الفور إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط