إثر خضوعها سابقاً لعمليّتين جراحيتين غير ناجحتين في الخارج ومعاناتها طوال عامين اثنين من عسر البلع وآلام حادة في المعدة والحلق، تمكن الفريق الطبي في مستشفى رأس الخيمة من علاج حالة مرضية صعبة لدى سيدة أمريكية تبلغ من العمر 73 عاماً. وتمّ تشخيص إصابة السيدة بيندو إف دوكولي بمرض تعذر الارتخاء المريئي (الأكالازيا) والمعروف أيضاً بتشنج المريء، وهي حالة خطيرة ناجمة عن اعتلال الأعصاب في المريء.
ويعتبر عسر البلع العرض الأكثر شيوعاً لدى مرضى تعذر الارتخاء المريئي، حيث يعاني المصابون من صعوبة في البلع تؤدي إلى شعورهم بتوقف الطعام والسوائل في منطقة الصدر. وتتفاقم هذه الحالة بشكل مستمر لتتطور وتشكل مرضاً خطيراً. وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى ارتداد الطعام والسوائل المبتلعة غير المهضومة وألم صدري وحرقة المعدة وإحساس بالامتلاء أو تورم في الحلق والفواق وفقدان الوزن.
وتم تشخيص الخلل الوظيفي في المريء لدى المريضة بسرعة من قبل الفريق الطبي في قسم التدخل الجراحي الدقيق في المستشفى، ليقوم فريق خبير من الجراحين بعد ذلك باستعادة وظيفة المريء باستخدام تقنية متقدمة ومتطورة لإحداث شق جراحي صغير، متجنبين الشقوق الجراحية الكبيرة والندبات.
وفي تعليقه عن الحالة، قال الدكتور أنوب كومار بانيجراهي، كبير الإخصائيين ورئيس قسم جراحة المناظير (التدخل الجراحي الدقيق): “لم توفر العمليات الجراحية السابقة التي أُجريت للمريضة خارج الإمارات أي راحة لها. إذ لم يتم تشخيص المرض بشكل سليم. ونتيجة لذلك، ازدادت تعقيدات الحالة بشكل أكبر وأصبحت تشكل تحدياً كبيراً على صعيد اتخاذ الإجراءات العلاجية والجراحية.إلى جانب ذلك، فقدت المريضة قدراً كبيراً من الوزن وأصبحت ضعيفة بدنياً، الأمر الذي زاد من صعوبة إجراء الجراحة التصحيحية. كما أنها وصلت إلى مرحلة أصبح فيها ابتلاع السوائل يشكل أمراً شاقاً بالنسبة لها، ما جعل الحالة غير محتملة على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، امتد الألم الحاد في المعدة والحلق وانتشر إلى أذنيها وحتى ذراعيها، لدرجة أن عمليتي الانحناء ورفع الأشياء أصبحتا مهمتين شاقتين”.
موضوع مهم للقراءة: دواء جديد يخفض الكولسترول السيء ويقي من الإصابة بالنوبات القلبية
وتشير التقديرات إلى أن 80 -90% من المصابين بهذا المرض قد يشكون من الارتجاع وارتداد الطعام غير المهضوم، في حين قد يعاني 20-50 % من المرضى من آلام في منطقة الصدر بعد تناول الطعام. كما تعد حرقة المعدة من الأعراض الشائعة بين الغالبية العظمى من المرضى. وبسبب التشابه في الأعراض، يمكن تشخيص هذه الحالة النادرة بشكل خاطئ أحياناً على أنها مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، أو فتق حجابي أو حتى اضطرابات نفسية أو نوبة قلبية.
وأضاف الدكتور بانيجراهي: “يمكن أن يُشخص ألم الصدر الذي يعاني منه مريض هذه الحالة في كثير من الأحيان بشكل خاطئ على أنه نوبة قلبية.ويمكن أن يشكل هذا المرض ألماً حاداً لدى بعض المصابين.حيث يبقى الطعام والسوائل، بما في ذلك اللعاب، داخل المريء ويمكن حتى أن يصل إلى الرئتين. وقد تم علاج المريضة عبر إجراء عملية هيلر دور التنظيرية، وهو إجراء جراحي فعال وآمن لمعالجة أعراض تعذر الارتخاء المريئي، كما أنه يعد اليوم الخيار الأول في علاج هذا المرض”.
من جانبه، قال الدكتوررضا صديقي، الرئيس التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة: “نجح فريق أطبائنا الخبراء بعلاج العديد من الحالات الصعبة، الأمر الذي يعد نجاحاً آخر يضاف إلى حصيلة إنجازاتنا. ونحن مسرورون بنجاح العملية الجراحية، وأن المريضة لم تتعرض لأية مضاعفات بعد الجراحة”.
موضوع يستحق القراءة أيضاً: حسابك على فيسبوك مخترق…كيف تتحقق من ذلك؟ وكيف تتصرف؟
تجدر الإشارة إلى أن المريضة قد تعافت من العلاج بشكل جيد وتم خروجها من المستشفى بعد يومين من العملية.وهي الآن تتمتع بحالة صحية جيدة وتستمتع بالأطعمة المفضلة لديها.
وفي تعليقها على المحنة الصحية التي مرت بها، قالت بيندو إف دوكولي: “لا يسعني شكر الأطباء في مستشفى رأس الخيمة بما يكفي وذلك لتخفيفهم آلامي ولإعادة حياتي إلى مسارها الطبيعي. وبعد أن خضعتُ لعمليتين غير ناجحتين وعانيت من الألم الشديد لسنوات، وجدتُ الراحة هنا في نهاية المطاف، وأصبحتُ قادرة على الاستمتاع بحياتي. وطوال مدة إقامتي في المستشفى، كنت أتلقى أرقى مستويات الرعاية. إذ كانت الرعاية والضيافة مثالية للغاية. كما كان فريق الأطباء والممرضين على قدر كبير من التعاطف والاهتمام. أتوجه بالشكر الجزيل لهم جميعاً”.
