غلاكسي نوت 8…حصان سامسونغ الرابح

ساد اعتقاد لدى كثيرين بأن تتوقف شركة سامسونغ تماماً عن إنتاج أجهزة تحت علامة “نوت” التجارية، وذلك إبان الصورة السيئة التي رسمها الجيل السابع منها وبطارياته المُتفجّرة. إلا أنها أصرّت على المُضي قُدمًا والتعلّم من تلك التجربة، وهذا بدا واضحًا منذ إطلاق هواتف “غلاكسي إس 8” (Galaxy S8) في (نيسان/أبريل) 2017. وها هي اليوم تطلق هاتفها الجديد في هذه الفئة والمتمثل في غلاكسي نوت 8.

 

تحدّي الذات في “نوت 8” كان موجودًا، وخرج الجهاز على إثره بشاشة مُنحنية الأطراف “إنفينيتي ديسبلاي” (Infinity Display) بحجم 6.3 بوصة وبدقّة “كيو إتش دي بلس” (QHD+) مع دعم لتقنية “إتش دي آر” (HDR) لتظهر الصور ومقاطع الفيديو وكأنها طبيعية بالنسبة للناظرين.

فوق تلك الشاشة، التي لا تحمل سوى حواف علوية وسفلية صغيرة جدًا، توجد كاميرا بدقّة 8 ميغابكسل مع دعم لخاصيّة التركيز الآلي والتشغيل السريع، فخلال أجزاء من الثانية يُمكن تشغيلها والتقاط الصورة الشخصية دون أي تأخير. أما الوجه الخلفي فهو يحمل كاميرا مزدوجة للمرّة الأولى، دقّة العدسة الواحدة منها 12 ميغابكسل، واحدة بزاوية عريضة والثانية بزاوية ضيّقة “تيليفوتو” (Telephoto). كما أن العدستين تحملان مُثبّتا بصريا “أو آي إس” (OIS).

غلاكسي نوت 8

واستمرارًا مع الوجه الخلفي، اختارت الشركة الزجاج بمعيار “غوريلا غلاس 5” (Gorilla Glass 5) لمنحه صلابة عالية، مع وضع مُستشعر البصمة إلى جانب الكاميرا من جديد. لكنها تعلّمت هذه المرّة ووضعت إطاراً بسيطاً حول المُستشعر، وبالتالي يُمكن وضع الإصبع عليه مُباشرةً دون وضعه على عدسة الكاميرا عن طريق الخطأ.

وبين طيّات الزجاج، الأمامي والخلفي، يحمل الجهاز مُعالج “سناب دراغون” 835 ثماني الأنوية. كما توجد نسخة من الجهاز بمعالج “زينوس” (Exynos 8895)، وهو أيضًا ثماني الأنوية لأداء غير مسبوق، ولا سيما  مع وجود ذواكر وصول عشوائي بحجم 6 غيغابايت. أما ذاكرة التخزين الداخلي فهي تبدأ من 64 غيغابايت، مرورًا بـ 128 غيغابايت، وانتهاءً بـ 256 غيغابايت. لكن الشركة وفّرت إمكانية الحصول على مساحة 256 غيغابايت إضافية من خلال استخدام بطاقة ذاكرة من نوع “مايكرو إس دي” (microSD). هذا ليس كل شيء، فمُهندسي الشركة عملوا بجد لإضافة المُلحق الذي تتميّز به أجهزة “نوت”، وهو القلم “إس بن” (S Pen)، المزوّد بمستشعرات جديدة قادرة على رصد قوّة الضغط عليه والتفرقة بين 4096 مستوى ضغط مُختلف.

ولا يُمكن إهمال المعالجات والمرور عليها مرور الكرام، فالتفصيل التقني لها يعكس قوّة في الأداء، فهي تعمل وفق معمارية 64 بت ومُصنّعة بتقنيات 10 نانومتر التي تضمن أداء أعلى واستهلاك أقل للطاقة. ومن ناحية السرعة، فالأول يحمل أربعة أنوية بتردد 2.3 غيغاهيرتز، وأربعة بتردد 1.7 غيغاهيرتز، وهو سيتوفر في الأجهزة التي ستُباع في أميركا والصين. أما الثاني، فأربعة أنوية منه بتردد 2.35 غيغاهيرتز، وأربعة بتردد 1.9 غيغاهيرتز، وهو سيتوفر في بقيّة الهواتف التي تُباع حول العالم.

غلاكسي نوت 8-01

ولا يُمكن الحديث عن أجهزة سامسونغ دون الحديث عن الشحن اللاسلكي والسريع، وهي ميّزات متوفّرة منذ 2014 تقريبًا، ومُستمرّة كذلك في الجيل الجديد الذي يحمل بطارية 3300 ملي أمبير. وإضافة لصفيحة الشحن اللاسلكي، يحمل الجهاز شريحة تدعم تقنية بلوتوث 5، والاتصال قريب المدى “إن إف سي” (NFC). كما لم تفوّت الشركة فرصة السخرية من آبل في الإشارة لوجود منفذ للسمّاعات في “نوت 8” ومنفذ “يو إس بي سي” (USB-C) أيضًا.

ولأنه جهاز موجّه للأعمال ولزيادة الإنتاجية، كان لا بُد من أن يكون متوافقًا مع “دكس” (DeX)، قاعدة سامسونغ الرقمية التي تسمح بتحويل الجهاز إلى حاسب واستخدامه مع لوحة مفاتيح. الشركة وعدت أولًا بتوفير المزيد من التطبيقات الداعمة للقاعدة، وذلك من خلال تعاونها عن قرب مع مجموعة كبيرة من المُطوّرين والشركات. ولأن دعم القاعدة دون تغييرات عن “غلاكسي إس 8” لا معنى له، عالجت الشركة بعض المشاكل ومنها استمرارية التطبيقات، فمستخدمي “نوت 8″ و”دكس” بإمكانهم إجراء مُكالمة على الهاتف قبل وضعه على القاعدة، ومن ثم متابعتها على الحاسب بعد وصله بالقاعدة دون أن يتأثّر، وهذا أمر كان يعيب “دكس” عند وصولها قبل أشهر قليلة مع “غلاكسي إس 8”.

جميع تلك الميّزات مُغلّفة بطبقتين من الزجاج، مع بطارية غير قابلة للإزالة، وهذا لا يعني سوى أن “نوت 8” سيأتي مقاومًا للماء والغبار وفق معيار “آي بي 68” (IP68)، أي أنه يصمد حتى عمق متر ونصف المتر لفترة نصف ساعة دون أن يتأثّر. أما الألوان فهي الأسود، والأزرق، والذهبي، والرمادي الوردي. وللحصول على الجهاز، يحتاج المُستخدمون أولًا للانتظار حتى منتصف (سبتمبر/أيلول) على أن تبدأ الطلبات المُسبقة قبل نهاية (أغسطس/آب)، وثانيًا لدفع مبلغ يبدأ من 930 دولار أميركي تقريبًا، وسيحصلون بالمقابل على هدية إما كاميرا “غير 360” (Gear 360) أو صفيحة للشحن اللاسلكي.

ولأن “نوت 8” ثقب أسود، قرّرت الشركة ابتلاع “نوت 7” بالكامل من خلال توفير عروض لأصحاب تلك الأجهزة وتخفيضات تصل إلى 450 دولار أميركي تقريبًا، وذلك من خلال التوجّه لأي مركز معتمد للشركة وتسليم الجهاز القديم وشراء الجديد.

غلاكسي نوت 8-02

تبدو سامسونغ واثقة تمامًا وغير مُتأثّرة بعد المشاكل التي أصابتها قبل عام تقريبًا، فهي ضربت أولًا بأجهزة “غلاكسي إس 8″، وعادت من جديد، وقبل فترة قليلة من مؤتمرات آبل وغوغل، للضرب بقوّة بجهاز مُلائم لشريحة رجال الأعمال والذين يعتمدون على الهواتف الذكية بشكل كبير في حياتهم اليومية، فمع “بكس” يُمكن تسميتها بالحواسب الذكية.

بهذا الشكل، تكتمل الصورة، وتُثبت الشركة الكورية أنه لكل فعل رد فعل تساويه بالمقدار وتعاكسه بالاتجاه. فمثلما أدّت مشاكل “نوت 7” إلى تلطيخ صورة الشركة التقنية، عادت هي ولمّعتها بأجهزة وتقنيات في الشاشة ليس لها مثيل، لتُبقي جميع الشركات دون استثناء على هبة الاستعداد، فالقادم لن يكون أقل أبدًا. ومثلما يقول المثل: “من يضحك أخيرًا، يضحك كثيرًا”. 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط