رجم الهري… العجيبة الثامنة الأكثر غموضاً

13٬126

لا ريب في أن “رجم الهري” الأثري الذي يقع في هضبة الجولان يعد موقعاً أثرياً متميزاً، وهو فوق ذلك يتمتع بأبعاد فلكية لا تزال تثير الكثير من الأسئلة التي لم تجد لها جواباً حتى الآن. إذ ينتمي هذا الأخير إلى العصر البرونزي المبكر، أي إلى نحو 3200 قبل الميلاد، وهو ما يجعله أحد أقدم المواقع الأثرية في العالم.  

رجم الهري

 موقعه

يقع رجم الهري في وسط الجولان، وتحديداً على بعد 16 كيلو متراً (ما يعادل 10 أميال) إلى الشرق من الشاطئ الشمالي لبحيرة “طبريا”، في أعلى وادي “الدالية”، ويرتفع عن سطح البحر بما قدره  515 متراً. يتألف النصب من أكمة مركزية، أو رجم، تحيط به جدران متحدة المركز، يبلغ قطر الجدار الخارجي نحو 155 متراً وارتفاعه متران تقريباً، والمساحتان المشغولتان، والأكثر ظهوراً في الموقع تعودان إلى العصر البرونزي الأول والمتأخر.

رأي بعض الخبراء

قول الباحث “عز الدين سطاس” عنه: “إن الموقع وُصف وصفاً متنوعاً، كمركز احتفالي، وكسياج دفاعي، وكمخزن أساسي كبير، وكمكان للدفن، وأخيراً كمركز للرصد الفلكي، وأداة تقويم. وقد أحضر بناؤو “رجم الهري” نحو 42000 طن من الحجارة البازلتية إلى الموقع، فصنعوا بناءً من أروع النصب الحجرية في منطقة شرق المتوسط. ويعتبر الباحث سطاس “إن الموقع تنطبق عليه كل مواصفات المواقع العجائبية، فهو إضافة لضخامته يعتبر تقويماً فلكياً تنطبق معطياته الرياضية على نحور الشمس قبل أكثر من 3 آلاف سنة”. كما أنه من المرجح “أن يكون تقويماً زراعياً لعموم منطقة بلاد الشام تحول فيما بعد إلى مركز للاحتفال الدينية والعشتارية”. ويقول مجموعة من الباحثين بأنه يتمع بمواصفات تجعله “من أعظم وأغرب وأكثر المواقع الأثرية غموضاً في العالم”. حيث يتكون من خمس حلقات حجرية قطر أكبرها 156 متراً وعرض الجدران نحو ثلاثة أمتار وارتفاعها ما بين المترين والثلاثة أمتار. ويبلغ وزن الحجارة التي استخدمت في بنائه 42 ألف طن واحتاج بناؤه إلى ست سنوات متواصلة من العمل؛ إذ قام ببنائه 200 عامل لمدة 18 ساعة في اليوم. كما ويضم مبناً مركزياً عملاقاً يرتفع أكثر من ثمانية أمتار وبوابتين عملاقتين مصممتين بطريقة “تثير الدهشة”.

01-رجم الهري

أما الباحث تيسير خلف فيرى أن النتائج التي توصلت إليها الدراسات حتى الآن ليست حاسمة ولم تعط أي إجابة حول أسرار هذا الموقع، وهناك افتراضات حديثة تتحدث عن مرحلة أقدم من المرحلة المفترضة الحالية، كما بينت دراسات تتعلق بالطاقة أن الأعشاب تنموا في مركز “رجم الهري” بشكل يفوق حجمها الطبيعي في أي مكان آخر، وهو ما جعل بعض الباحثين يرون أن في المكان تمركزاً للطاقة الحيوية بشكل لافت للنظر، وهو ما يسير إلى دور فلكي غامض لهذا الموقع.

والجدير ذكره أن الدراسات الحديثة بدأت تتحدث عن أصل سابق لهذا التاريخ أي إن الموقع يعود إلى العصر الحجري- النحاسي الكالكوليتيك، وهو ما يؤشر إلى إن موقع “رجم الهري” يسبق الكثير من المواقع العمرانية المعقدة المنتشرة في القارات الخمس، يعني أن الحضارة العمرانية في منطقة جنوب سورية وتحديداً في الجولان، لم تأخذ حقها بعد من الدراسة، وموقع “رجم الهري” بضخامته ودقة بنائه يبقى سؤالاً مطروحاً على علماء الآثار وعلماء الفلك وبحاجة إلى إجابات شافية منهم.

02-رجم الهري

ماذا قال عنه البروفيسور أنطوني أفيني؟

والجدير ذكره أن البروفيسور “أنتوني أفيني” من جامعة كولجيت الأمريكية قد درس موقع رجم الهري، وعده أحد أهم المواقع في العالم لدراسة طريقة فهم أسلافنا لعلم الفلك في عصور ما قبل التاريخ الشائع. وقد خصص البروفيسور أفيني في كتابه (People and the Sky: Our Ancestors and the Cosmos) الناس والسماء أو أسلافنا والكون، الصادر عام 2008 فصلاً لدراسة رجم الهري على قدم المساواة مع موقع ستون هينغ (Stonehenge) البريطاني الشهير، وحضارات المايا والأزتك القديمة، والأهرامات المصرية.

لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى
إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط