ما إن تطأ قدماك أحد شوارع باكستان حتى تجد النفس جذلانة أمام مشهد الشاحنات المزدانة بطيف واسع من الألوان والصور، حيث تستغرق زخرفتها وقتاً طويلاً وتستنذف أموالاً طائلة.
ولقد بات تزيين الشاحنات يحظى بقواعد وسلوكيات تنظمه وتقيمه، وهكذا تطورت قدرات العاملين في هذا المجال، وذلك من خلال الممارسة العملية فقط؛ إذ لم يتخرجوا في كليات ولا مدارس خاصة بالفنون.
وإذ تتزين تلك السيارات بصور العسكر والطيارين والفنانين، فهي تحمل أحياناً صوراً تعكس التوجهات السياسية والثقافية للسائقين.
وفي هذا الشأن، يقول اشتياق كياني، صاحب ورشة لتزيين السيارات: “الناس يحبون هذا الفن ونمارسه من أجل الجمال وليس للفائدة المادية، فخلال الليل تعكس الزينة الأنوار وتبدو وسيلة النقل جميلة”.

أما محمد اشتياق، فقد قدم من قطاع كشمير إلى راولبندي لتزيين شاحنته ودفع مبالغ طائلة مقبل ذلك، قائلاً إن زينة الشاحنة مصدر فخر وإلهام لسائقها.
يبقى لنا أن نشير إلى حقيقة مفادها أن عملية التزيين تلك قد تستغرق شهرين اثنين، وتكلف ما يربو على خمسة آلاف دولار، وأحياناً لربما تصل إلى عشرين ألف دولار.