عندما يتردد على مسمعنا الاسم بيجو، سرعان ما نتخيل ذلك الطراز الرائع والمتمثل في سيارة بيجو 504؛ إذ لطالما كانت هذه الأخيرة مصدر فخر لكل ملاكها مذ أن تم إطلاقها للمرة الأولى في عام 1968 وحتى عام 1983، وهكذا فقد سطرت ملاحم مجد ما لبث أن عزز مكانة تلك الشركة الرائدة. وها هي العلامة الفرنسية ذائعة الصيت تطلق تحفتها الجديدة بيجو 508 والتي تسير على النهج نفسه وتعزف على تلك الأمجاد، لا بل وتسمو فوق ذلك بفضل مواصفاتها الرفيعة.
مقارنة مع جدتها
ولعل أول ما خطر في بالي للوهلة الأولى، عندما هممت بتجربتها، طراز العام 1968 من بيجو 504، فكل شيء في المقصورة ينطوي على كثير من البهاء والروعة، بدءاً من المقاعد ولوحة العدادات، وصولاً إلى ذراع تبديل السرعات والسقف الذي يتميز في مؤخرته بارتفاع طفيف يكمن الهدف منه توفير مساحة جيدة لرأس الركاب في الخلف، وذلك كي لا يضطر طوال القامة منهم إلى الانحناء.
التعامل مع كافة ظروف القيادة
لقد أثبتت السيارة غير مرة أنها قادرة على التعامل مع كافة ظروف القيادة وفي مختلف الطرقات سواء أكانت وعرة أم معبدة، وفي كل مرة كانت لا تتورع عن إذهالي بثباتها وبمستوى أداء أجهزة امتصاص الصدمات المذهل فيها.
محرك جبار
يمكن تزويد سيارة بيجو 508 بخيارات عدة من المحركات، إلا أن الخيار الأساسي منها يتمثل في محرك ذي 4 أسطوانات بسعة 1.6 ليتر، يمكنه أن يولد ما قدره 163 حصاناً وعزم قدره 240 نيوتن/متر. أما السرعة القصوى فتبلغ 222 كيلومتراً في الساعة. ويمكن للسيارة الوصول إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة من وضع السكون خلال 8.6 ثوان. وتعتبر السيارة اقتصادية؛ إذ لا تحتاج سوى لـ6.2 لترات لكل 100 كم. وعلى الرغم من صغر حجم محركها إلا أن أداءها وتسارعها على الطرقات ممتاز. كما أن التحكم بها من خلال عجلة القيادة ممتع ومذهل في الوقت عينه.
منافساتها
تتنافس سيارة بيجو 508 مع كل من سيارة سكودا سوبيرب وفولكسفاغن باسات وسيارة الفئة الثالثة من “بي إم دبليو” وفورد مونديو. وبما أنه لم يتسن لي بعد قيادة طراز العام من تلك السيارات، فلا يمكنني إجراء أي نوع من المقارنة فيما بينها. غير أنه لا يمكنني إخفاء إعجابي البالغ بهذه السيارة، ولا مناص من أن أقول إن شركة بيجو عادت للمنافسة من جديد، وذلك مرده إلى تلك الطرز الجديدة التي أطلقتها مؤخراً في الأسواق العالمية وعلى رأسها بيجو 508.
سمات آسرة
ولعل ما يميز سيارة بيجو 508 أيضاً حقيقة أن الطراز القياسي منها يأتي مجهزاً بكل المواصفات المطلوبة، بما فيها شاشة لمس ملونة قياس 17 إنشاً وإطارات عجلات مصنوعة من خلائط معدنية عدة، ونظام ملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، ومصابيح وماسحات زجاج تعمل بشكل آلي، هذا فضلاً عن نظام ثنائي للتحكم في درجة الحرارة في المقصورة وجهاز راديو رقمي ونظام اتصال عبر البلوتوث.
تجهيزات داخلية على درجة بالغة من التميز
أما النسخة المترفة منها، والتي قمنا بتجربتها وهي من نوع جي تي لاين، فتأتي عادة مجهزة بمقاعد جلدية وأجهزة استشعار أمامية لركن السيارة وكاميرا خلفية ونظام تحذير إزاء النقطة العمياء وطلاء معدني، هذا فضلاً عن مصابيح تعمل بنظام الصمام الثنائي للإضاءة، ونظام إلكتروني للتحكم بالثبات في مختلف ظروف القيادة، إلى جانب 6 وسادات هوائية تتوزع في الأمام وعلى الجوانب، وشاشة ملونة لعرض السرعة تتموضع في أعلى لوحة العدادات وعلى مرأى من السائق. ناهيك عن نظام كبح مانع للانغلاق، ونظام توزيع إلكتروني للمكابح، ونظام كبح مانع للانزلاق، ونظام المساعدة على الكبح الفجائي.
وما يميز هذه السيارة أيضاً مكيف الهواء المزدوج والمتميز جداً. إذ يمكن تعديل درجة الحرارة فيه، بحيث تصل إلى 14 درجة مئوية، وهذه السمة لا توجد إلا في هذا النوع من السيارات.
العزل
أما فيما يخص العزل، فإن سيارة بيجو 508 تزخر بنظام عزل جيد يتفوق على كل نظرائه في الفئة نفسها، حتى أن كل من على متنها لا يكاد يشعر بأي ضجيج مهما بلغت سرعة السيارة، وبغض النظر عن صعوبة أو وعورة الطرقات.
ما لها
+ تصميم خارجي جذاب وجودة تصنيع شاملة.
+ مقصورة داخلية أنيقة وعالية الجودة.
+ قيادة مريحة وممتعة على السرعات المنخفضة والعالية.
+مكابح عالية الأداء.
ما عليها
– قلة مساحات التخزين الأمامية.
– ٦ سرعات فقط لم تعد كافية اليوم.
– السعر ليس منافساً في فئة مزدحمة وشديدة التنافسية.
من مقعد السائق…
في نهاية المطاف، لا يسعني سوى القول إنني وقعت في حب هذه التحفة الهندسية منذ اللحظة الأولى، فكل ما فيها ينبض بالسحر والإتقان، وفيها كل ما من شأنه أن يلامس شغاف قلوب عشاق هذه الفئة من السيارات، لا سيما وأن الشركة قد تفادت في طرزها الجديدة مشكلة التكييف التي يعاني منها عادة جلّ السيارات الأوروبية في منطقة الخليج. كما وارتقت في تجهيزاتها إلى مستوى غير مسبوق.