كيف تمكن تطبيق سناب شات من الصمود أمام طعنات زوكربيرغ المستمرة؟ ‏

6٬284

تطبيق سناب شات Snapchat ولمن لا يعرفه هو تطبيق خاص بتبادل الصور ومقاطع الفيديو ذاتية التدمير، أي تلك التي تختفي بعد 24 ساعة من نشرها، وهو تطبيق نجح في الوصول إلى شريحة كبيرة من المستخدمين تجاوزت الـ 150 مليون مستخدم يومي للتطبيق.

عند الحديث عن تطبيق سناب شات تتجه الأنظار فوراً نحو إيفان سبيغل، أحد المؤسسين والرئيس التنفيذي الحالي للتطبيق، لكنه لم يكن صاحب الفكرة الأساسي، فالفضل يعود بالفكرة لريجي براون Reggie Brown الذي كان يتذمّر من بقاء الصور مُخزّنة داخل الرسائل في تطبيق فيسبوك، وبالتالي وصولها بالخطأ لجهة ما، يعني استحالة التحكّم بها فيما بعد.

إيفان سبيغل أحد المؤسسين والرئيس التنفيذي الحالي لتطبيق سناب شات
إيفان سبيغل أحد المؤسسين والرئيس التنفيذي الحالي لتطبيق سناب شات

خرج الثلاثي، سبيغل، وبراون، إضافة إلى بوبي مورفي Bobby Murphy بفكرة التطبيق وقاموا بتحويل الفكرة إلى موقع إلكتروني، لكنهم وجدوا أن تحويل الموقع إلى تطبيق للأجهزة الذكية أفضل، وما كان منهم سوى أن بدأوا بالعمل بشكل فوري.

ويجهل كثيرون أن سناب شات حمل سابقاً اسم Picaboo، ورفضه الكثير من رواد الأعمال والمستثمرين؛ إذ لم يجدوا أنه يحمل فكرة تستحق الاستثمار فيها أبداً. لكن إصرار فريق العمل كان أكبر، وتحديدًا سبيغل ومورفي اللذان قاما بطرد براون الذي جاء بفكرة مشاركة الصور التي تُحذف تلقائياً، وقاموا بإعادة تشكيل هوية التطبيق ليحمل اسم سناب شات Snapchat.

مشاكل قانونية

ومثلما هو الحال في شبكة فيسبوك، مرّ تطبيق سناب شات بمشاكل قانونية، وذلك إثر رفع براون دعاوى قضائية، ذلك لأنه أُخرج بطريقة مُهينة من التطبيق على الرغم من كونه صاحب الفكرة، وبتقديم بعض الاثباتات للمحكمة نجح في الحصول على تعويض مادي لم يُكشف عنه آنذاك، غير أنه قد يصل إلى نصف مليار دولار أمريكي.

طعنات من الخلف

 يبدو أن شبكة فيسبوك المملوكة من قبل مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg ترغب بالسيطرة تماماً على عالم الإنترنت، فهي ما إن ترى مشروعاً ناجحاً حتى تقوم بالاستحواذ عليه، ولعل تطبيقي الإنستغرام والواتسآب خير مثال على ذلك.

ومن هنا، قام زوكربيرغ في عام 2014 بالتقدّم لطلب ود سبيغل وتطبيق سناب شات، حيث قدّم وقتها مبلغاً وصل إلى 3 مليارات دولار للاستحواذ عليه، وما كان من سبيغل سوى أن رفض العرض بشكل فوري. طبعًا هذه القصة التي يعرفها الجميع، لكن هناك قصة بين السطور لا تكاد تُروى فصولها كثيراً.

قام زوكربيرغ في عام 2014 بالتقدّم لطلب ود سبيغل وتطبيق سناب شات

 مارك زوكربيرغ أرسل رسالة بريدية لسبيغل يدعوه فيها لزيارة مقرّات فيسبوك للتعرّف إليه بشكل شخصي، وبشكل لطيف ردّ سبيغل على الرسالة قائلًا: “يُسعدني أيضاً التعرّف إليك والالتقاء بك، لكن فقط إذا جئت بنفسك إلي”. شاب في الثالثة والعشرين من عمره -سبيغل- يرد على زوكربيرغ، الذي يُعتبر واحداً من أثرى أثرياء العالم في المجال التقني يُعطي فكرة واضحة عن قوّة الشخصية التي يتمتع بها سبيغل، فهو بعدما تخلّص من صاحب الفكرة الأساسية -ريجي براون-، رد على زوكربيرغ بطريقة لا يقوم بها عاقل.

نوايا زوكربيرغ الدفينة

 نوايا زوكربيرغ كانت واضحة منذ البداية، فهو معجب بالتطبيق ويرغب بالحصول عليه، لكنه فشل في ذلك، حتى بعد أن زار سبيغل وحاول تهديده بشكل غير مباشر عندما استعرض معه تطبيق Poke. ومن شدّة إصرار سبيغل والشريك المؤسس معه -بوبي مورفي- ذهبوا إلى مقر سناب شات فوراً ووزّعوا كتاب “فنون الحرب” The Art of War على الموظّفين، وذلك بغية الاستعداد بأفضل طريقة ممكنة لمحاربة زوكربيرغ وتطبيقه.

تطبيق Pokeوطبعًا نجح سناب شات في التفوق على تطبيق Poke، إذ لم يشتهر التطبيق، وهناك من لا يعلم بوجوده مطلقاً، في حين أن سناب شات واصل التقدّم بثبات لافت وعزيمة كبيرة نحو الأمام. خلال هذه الفترة لم يستسلم زوكربيرغ بكل تأكيد، بل حضّر مفاجأة أكبر لسبيغل من خلال نسخ ميّزات سناب شات ووضعها داخل تطبيق الإنستغرام.

20 مليار دولار حصيلة عدم الاستسلام

لأن سبيغل وفريق عمله لم يرضخوا أبدًا للعوائق التي واجهتهم، وصلت قيمة تطبيق سناب شات إلى أكثر من 20 مليار دولار أمريكي في شهر مايو/أيار من عام 2016، وذلك إبان سلسلة كبيرة من الاستثمارات الضخمة التي حصل عليها التطبيق مع كل دورة استثمار يدخلها. هذا فضلاً عن أن التطبيق حقق في عام 2015 إيرادات وصلت إلى 59 مليون دولار أمريكي تقريباً.

نظّارات Spectacles ولا ينفك تطبيق  سناب شات يحث الخطى نحو مزيد من النجاح والتفوق، فها هو يطلق نظّارات Spectacles التي تسمح بالتصوير ومشاركة الفيديو على حساب المستخدم بشكل فوري، وبسعر يصل إلى 130 دولار أمريكي فقط مع علبة تشحن النظّارات بشكل لاسلكي.

كما وتستعد الشركة -Snap Inc- أيضاً  إلى طرح أسهمها في سوق الأوراق المالية؛ إذ قُدّرت قيمة الشركة مؤخراً بـنحو 25 مليار دولار أمريكي، وبهذا تحوّل التطبيق من مجرّد فكرة وتذمّر، إلى نشاط تجاري يُحقق الأرباح للقائمين عليه والمستثمرين من جهة، ويُقدّم قيمة إضافية لمستخدميه من جهة أُخرى.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط