لا ريب في أن منطقة “كبادوكيا“ التاريخية، الواقعة في ولاية “نوشهر“ وسط هضبة الأناضول التركية، تعد مقصداً يختصر عراقة المنطقة وقدمها في التاريخ الإنساني، فيما تعكس مدنها القابعة تحت الأرض عظمة شعوب استوطنت فيها.

وعلى الرغم من سماح وزارة السياحة التركية بفتح ما قدره 10 بالمئة فقط من المدن الغامضة، المتوارية تحت سطح الأرض، أمام السياح، ولعل من أبرزها “دارن كويو” و”قايماقلي” و”تاتلارين”، إلا أن “كبادوكيا” تعد من أبرز المقاصد السياحية في البلاد بلا منازع، لا سيما أنها استقبلت ما يربو على مليون ونصف المليون سائح.

ولربما تعجز الصور الاحترافية، عن نقل عظمة المدن التي نحتها البشر على مر العصور في صخور “كبادوكيا”، في أعماق سحيقة تحت الأرض وصلت لثمانية طوابق وتتسع لأكثر من 30 ألف شخص.

هذا وقد نحت البشر هذه المدن كملاجئ يأوون إليها في الغزوات والحروب التي كانوا يتعرضون لها، فهي تحوي دهاليز عميقة وطويلة، ومستودعات للطعام، وحظائر للحيوانات، أغلق الكثير منها في وجه السياح لعدم الضياع في دهاليزها المتشعبة داخل الأرض.