في تجربة هي الأولى من نوعها تمكن روبوت متطور من قراءة أفكار سيدته وتحريك ذراعه الآليه ليسقيها كأسا من الماء، لتصبح هذه السيدة أول إنسان مصاب بشلل تام يستطيع بأفكاره تحريك ذراع آلية!
أجرت التجربة مجموعة من الجامعات الأميركية، واستندت فيها إلى تكنولوجيا متقدمة تدعى BrainGate طورتها شركة Cyberkinetics بالتعاون مع قسم علم الأعصاب في جامعة براون الأميركية.
وتعتمد التكنولوجيا على شريحة إلكترونية صغيرة بحجم قرص الأسبرين، تتضمن 100 قطب كهربائي بسماكة شعرة الإنسان، يتم غرسها في المنطقة المسؤولة عن الحركة في الدماغ، ومن ثم تقوم بتحويل الإشارات الدماغية إلى أوامر رقمية تستطيع الآلة فهمها.
وسبق لفريق الخبراء نفسه أن أثبت فعالية BrainGate في تحريك مؤشر ماوس الكمبيوتر وتصفح الإنترنت. وأجروا كذلك اختبارا مماثلا على قرود مصابة بشلل عام، واستطاعوا بنجاح تحريك ذراع الروبوت، فيما ظلت إمكانية تطبيقها على البشر محل جدل وشك لسنوات عدة.
وتقدم مثل هذه التجارب دليلا على إمكانية اعتماد واجهات الدماغ الحاسوبية Brain-Computer Interfaces لمساعدة المشلولين أو الذين فقدوا أطرافهم للاعتماد على أنفسهم.
وحديثا أجريت التجارب ذاتها على اثنين من المرضى لديهم تاريخ طويل مع الشلل، أحدهما رجل في الـ 66 من العمر مشلول بالكامل ولا يستطيع النطق، والثاني سيدة في الـ 58 من عمرها تدعى كاثي مصابة بشلل رباعي. خضع كلاهما إلى الاختيار وبدؤوا بتعلم طريقة التحكم بذراع الروبوت،
ونجحت كاثي بالفعل في تحريك الروبوت بقوة أفكارها. فعندما فكرت السيدة بإمساك زجاجة الماء، قامت الإلكترونات على الشريحة بالتقاط الإشارات الصادرة من الخلايا العصبية في دماغها، ومن ثم أرسلتها إلى الكمبيوتر الموصول بالذراع الآلية، والذي أرسلها بدوره على صيغة أوامر رقمية تحركت بموجبها الذراع الآلية.
ولا شك بأن هذه التجربة تشكل قفزة كبيرة نحو اعتماد هذه التكنولوجيا في تحسين حياة مرضى الشلل ومن فقدوا أطرافهم، وربما تمهد الطريق أيضا لتطوير تقنيات مماثلة لمعالجة أمراض أخرى.