أثار مصرع رجل أعمال أمريكي، عندما اصطدمت سيارته ذاتية القيادة بمقطورة شاحنة في ولاية فلوريدا، جدلاً في الولايات المتحدة ودول أخرى، مما حدا بصحيفة غارديان البريطانية لأن تفرد لها كلمة التحرير في أحد أعدادها، وتقول من خلالها بأن السيارات تكون عادة أكثر أماناً عندما لا يتحكم بها البشر.
وكان رجل الأعمال جوشوا براون قد لقي حتفه عندما اصطدمت سيارته الكهربائية المزودة بنظام قيادة ذاتية بمقطورة شاحنة وهي تسير بسرعة 96 كلم/الساعة على طريق بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي. ولعل هذا أثار جدلاً حول موثوقية وأمان السيارات ذاتية القيادة.
أشارت الصحيفة إلى أن الأرقام خير شاهد على ما تقول، فالسيارات ذاتية القيادة (مثل تسلا) قطعت حتى الآن مسافة 208 ملايين كيلومتر وتسببت في حالة وفاة واحدة، بينما كل السيارات الأخرى تسببت في حالة وفاة واحدة في كل 152 مليون كلم تقطعها
وأصدرت شركة تسلا المنتجة لهذا النوع من المركبات بياناً أوضحت فيه أنه لا الكاميرات الملحقة بالسيارة ولا سائقها تمكنوا من مشاهدة الجانب المطلي بالأبيض من الشاحنة، وذلك نظراً لانعكاس ضوء سماء فلوريدا الباهر عليه.
وقالت الصحيفة -تعليقاً على ذلك- إن من السهل وربما الزعم بأن الكاميرات أخفقت في إظهار الصورة بوضوح بينما لم يكن السائق يركز على الطريق بما فيه الكفاية.
وعلى الرغم مما حدث، فإن غارديان تقر بأن المركبات التي تقودها أجهزة حاسوب ذكية أكثر أماناً من تلك التي يقودها البشر “الخطَّاؤون”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأرقام خير شاهد على ما تقول، فالسيارات ذاتية القيادة (مثل تسلا) قطعت حتى الآن مسافة 208 ملايين كيلومتر وتسببت في حالة وفاة واحدة، بينما كل المركبات الأخرى تسببت في حالة وفاة واحدة في كل 152 مليون كلم تقطعها.
ووصفت غارديان سجل حوادث المركبات ذاتية القيادة بأنه منخفض للغاية، مضيفة أن أي شخص متفائل يمكنه أن يجادل بشكل مقنع بأن هذا النوع من السيارات يحفظ أرواح البشر أكثر من السيارات البديلة إذا بيعت لقطاعات عريضة من المشترين.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن من غير المفترض أن تتحرك سيارات تسلا دون أن يكون سائقها البشري منتبهاً لأن المطلوب منه أن يكون مستعداً لاتخاذ زمام القيادة بمجرد أن يشعر بضرورة ذلك.
غير أن غارديان تقر بعدم واقعية هذا الافتراض، فكثير من السائقين -كما تقول- يجلسون خلف المقود غير منتبهين حتى وهم يقودون سيارات يدوية القيادة “، ذلك أن استخدام سيارة تقود نفسها بينما ينشغل المرء بشيء آخر في حد ذاته متعة آسرة”.
أما المفارقة التي تكمن في حادثة تصادم سيارة براون فهي أن المركبات تكون أكثر أماناً عندما لا تكون كثير من القرارات بسلطة البشر.
وختمت الصحيفة بالقول إن أي نظام يستدعي أن يكون البشر بديلاً لأجهزة الحاسوب سيكون أقل أماناً من ذلك الذي يعمل بمعزل عنهم.