على الرغم من أن العلامة التجارية الخاصة بأكبر شركة صناعة سيارات في اليابان وأكثرها شهرة على الإطلاق والمتمثلة بـ” تويوتا” تمكنت خلال العقود الماضية من بسط هيمنتها على قطاع السيارات في كل أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، معقل أشهر علامات السيارات وأكثرها حضوراً في منطقة الخليج بدءاً من عام 1922، إلا أن بريق هذه العلامة على ما يبدو بدأ يخبو شيئاً فشيئاً على وقع المنافسة القوية من قبل المارد الصيني وفي ظل كثافة الإنتاج الكوري والتطور الكبير الذي حل بصناعة السيارات الأمريكية والأوروبية.
في الحقيقة، هناك عوامل عدة ساهمت في وصول العلامة إلى هذا المستوي المتدني، لا ريب أبرزها يتمثل في رداءة المواد التي عكفت تويوتا على استخدامها في سياراتها خلال العقدين الماضيين، نذكر منها على سبيل الذكر وليس الحصر المواد البلاستيكية المعاد تدويرها التي تدخل في صناعة الغالبية العظمى من الأجزاء غير الميكانيكية في تلك السيارات، الخلائط المعدنية المعاد تدويرها، المطاط الصناعي المعاد تدويره هو الآخر، هذا فضلاً عن كثير من التفاصيل المهمة الأخرى.
ولعل السبب الرئيس وراء استمرار العلامة في تحقيق مبيعات جيدة خلال السنوات الماضية يكمن في السمعة الجيدة التي حققتها منتجاتها في حقبة السبعينات والثمانينات. إذ كانت سيارات العلامة آنذاك تحظى بمكونات ذات جودة عالية، حيث كانت تحاكي في تصاميمها ومتانة المواد الداخلة في صناعتها حينذاك قريناتها الأمريكيات والأوروبيات أمثال شفروليه ومرسيدس-بنز وأوبل وبيجو.
لعل مقطع الفيديو الآتي كفيل بإلقاء الضوء على السبب الرئيس وراء ازدهار العلامة تويوتا في بداياتها الأولى:
إلا أن ذلك النهج لم يستمرطويلاً؛ إذ سرعان ما شهد انحداراً ممنهجاً مع مطلع التسعينات، متذرعاً بتقديم سيارات اقتصادية تارة، وعملية تارة أخرى. وهكذا تمخضت النتيجة عن سيارات أشبه بألعاب الأطفال تفتقر إلى أبسط المعايير التي رسمتها تويوتا في أذهان عشاق هذه العلامة منذ انطلاقتها الأولى.
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي انهالت على العلامة منذ ذلك الوقت، لم تقم العلامة بتغيير سياستها في هذا الإطار، بل أمعنت في العبث بأسط معايير الجودة المعمول بها في هذا المجال.
ولكن ومع احتدام المنافسة مع صناعة السيارات الصينية والكورية، وفي ظل التطور الهائل الذي حظيت به صناعة السيارات الأمريكية وتلك الأوروبية، بدأت مبيعات تويوتا بالانحدار عاماً بعد آخر، وبدأت معها ثقة العملاء بالانحسار، وذلك مرده إلى رداءة منتجاتها وعدم مواكبتها لتطلعات ومتطلبات العصر الحديث. وهكذا وجدت تويوتا نفسها في وضع لا تحسد عليه، فانبرت إلى إحداث ثورة في نهجها الذي استمر على مدى ما يربو على عقدين اثنين، فبتنا نشهد تغيراً جذرياً في سياراتها من حيث التصميم الخارجي والداخلي والمزايا العصرية الأخرى التي سبقتها إليها قريناتها في كل من الصين وكوريا وأمريكا وأوروبا.
ولكن للأسف لم يكن هذا ليحدث فارقاً كبيراً في أداء العلامة، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج. إذ فقدت العلامة مصداقيتها، من جهة، ولم ترق منتجاتها الجديدة، على الرغم من ذلك الكم الهائل من التغيير، إلى تطلعات ورغبات الجيل الجديد، من جهة ثانية. كما لم تتمكن في الوقت عينه من استعادة ثقة العملاء الذين وجدوا ضالتهم في بدائل أخرى تتسم بجودتها وقيمتها الكبيرة مقابل المال، وتتحلى في الوقت نفسه بكل ما من شأنه أن يرتقي إلى تطلعاتم ومتطلباتهم المقترنة بتسهيلات ومزايا لا مناص إلى منافستها على المستويات كافة.
فهل ستشهد الأيام المقبلة تغييراً في سياسة تويوتا ونهجها المبتذل أم أن المارد الصيني، الذي لا ينفك يتحفنا بين الفينة والأخرى بإسهاماته المذهلة في هذا القطاع، سيغير من قواعد اللعبة في ظل التطور اللافت الذي باتت تشهده صناعة السيارات الصينية في الآونة الأخيرة؟
أنا شخصياً أراهن على الخيار الثاني الذي مفاده هيمنة المارد الصيني على هذا القطاع متسلحاً بالوقائع والبراهين ومن وحي تجاربي الشخصية لمنتجات تويوتا التي لا يسعني إلا أن أصفها بالتجارب الفاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وإن غداً لناظره قريب!
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
البروتينات الحيوانية لا تقل خطورة عن التدخين
-
فيودور ..روبوت فضائي روسي مدجج بعتاد عسكري متطور
-
مخاطر تهدد مستخدمي التقنيات الحديثة
-
سامي زين…أول سوري في عالم المصارعة الحرة
-
شركة نيكين سيكي اليابانية تبني أعلى ناطحة سحاب خشبية
-
الكشف في دبي عن أطول مبنى أفقي معلق في العالم