مصنع أدويةٍ بيولوجي لتصنيع الأنسولين داخل الجسم

2٬997

بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول، فإن الحاجة الدائمة لحقن الأنسولين لمحاكاة وظيفة خلايا البنكرياس المعطلة أمر لا غنى عنه للحفاظ على مستويات السكر في الدم عند حدودها الطبيعية، وهو ما يشكل عبئاً على المريض. كما ينطوي ذلك على مخاطر لربما تنجم عن حقن كميةٍ أقل أو أكثر من الحاجة اليومية للأنسولين.

وفي محاولة للتغلب على هذه المعضلة طور علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)  نوعًا جديدًا من الخلايا القابلة للزرع يمكنه التغلب على رفض الجهاز المناعي للمضيف، وهو فوق ذلك قادرٌ على الإنتاج المستمر لمادة الأنسولين من داخل الجسم.  الجهاز المناعي سدٌ منيع

خلال العقدين الماضيين، استفادت عددٌ صغيرٌ من مرضى السكري، مما يعرف باسم زراعة خلايا البنكرياس، يمكن للخلايا المزروعة من حيث المبدأ، أن تحل محل خلايا البنكرياس العاطلة عن العمل، وتلغي الحاجة إلى حقن الأنسولين. بيد أن السبب وراء عدم استخدام هذا النوع من العلاج على نطاقٍ أوسع، هو أن جهاز المناعة في جسم المضيف يهاجم  الخلايا المزروعة على أنها أجسامٌ غريبة و يدمرها. تعد الأدوية التي تثبط هذه الاستجابة المناعية أحد الحلول، ولكنها تسبب مخاطر جمة على حياة المريض وتجعله عرضة للأمراض.

حيلةٌ ذكيةٌ لخداع الجهاز المناعي

توصل العلماء لحيلةٍ ذكيةٍ لحماية الخلايا المزروعة من الجهاز المناعي وإخفائها عن أجهزة الرصد لديه. تتضمن التقنية تغليف الخلايا في غلافٍ واقٍ مصنوعٍ من مادةٍ مطاطيةٍ مشابهة للسليكون، مقترنة بغشاءٍ مسامي. وهذه المسام كبيرة بما يكفي بحيث يمكن للمغذيات والأكسجين والأنسولين التحرك بحريةٍ عبر الغشاء. إلا أنها صغيرةٌ بما يكفي لمنع دخول الخلايا المناعية التي تسعى إلى مهاجمة الخلية.

تغليف الخلايا لحمايتها من الجهاز المناعي -تصنيع الأنسولين في الجسم

نجاحٌ باهرٌ للتجارب على الفئران

وضع الفريق التكنولوجيا الجديدة تحت الاختبار، بعلاج الفئران المصابة بداء السكري بوساطة الخلايا المغلفة بالتقنية المبتكرة. وكانت النتائج ممتازة، حيث بقيت الخلايا بكامل حيويتها ولم تتعرض للهجوم من خلايا الجهاز المناعي، وحافظت على مستويات صحية للغلوكوز في الدم في الفئران لأكثر من 10 أسابيع.

النجاح لا يقتصر على علاج السكري

وشملت تجربة أخرى زراعة خلايا الكلى الجنينية البشرية والتي تفرز الهرمون المنتج لخلايا الدم الحمراء. نجت هذه الخلايا المغلفة بعد زرعها في الفئران لأكثر من 19 أسبوعًا، وزيادة عدد خلايا الدم الحمراء طوال الوقت.

وفي حين أن الفريق يركز حاليًا على استخدام التكنولوجيا لعلاج مرضى السكري وتحسين قابلية الخلايا المزروعة للبقاء، إلا أنهم يأملون في أن تكون بمثابة أداةٍ قيمةٍ في نهاية المطاف لعلاج أي نوعٍ من الأمراض المزمنة.

يقول دانييل أندرسون، أستاذٌ في الهندسة الحيوية ومؤلف الدراسة: “تتمثل الرؤية في أن يكون لدينا مصنع أدويةٍ حي، يمكن زراعته في المرضى، قادر على إفراز الأدوية حسب حاجة المريض”.

خلايا لتصنيع الأنسولين

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط