“إر – 23 إم كارتيش”.. مدفع فضائي روسي لتدمير الأقمار الاصطناعية

4٬524

في خبر حظي باهتمام بالغ في أوساط مختلف الشرائح من القراء في الولايات المتحدة وخارجها، نشرت صحيفة “ذا ناشيونال إنتريست” الأمريكية خبراً مفاده أن الاتحاد السوفيتي قام عام 1974 بتجربة أول مدفع فضائي صمم لتدمير الأقمار الاصطناعية المعادية وأطلق النيران منه.

ووفقاً لما أتى ذكره على لسان كاتب المقال الصحافي الأمريكي، كالب لارسون، فإن الفضاء الكوني اتسم بحياديته خلال فترة الحرب الباردة. إلا أن ذلك لم يدم طويلاً؛ إذ لم يلبث الجانبان السوفيتي والأمريكي أن أتخماه بعدد هائل من الأقمار الاصطناعية التي يكمن الهدف الرئيس من ورائها التجسس على منشآت الطرف الآخر التي تتخذ الطابع العسكري.

محطات مدارية لأغراض التجسس

وطبقاً لخبراء عسكريين فإن الاتحاد السوفيتي، وقبل ظهور الأقمار الاصطناعية، لطالما دأب على استخدام محطاته المدارية لأغراض التجسس على المواقع الأمريكية الأرضية. ولعل أبرز تلك المحطات يتمثل في كل من “ساليوت – 2″ و”ساليوت – 3″ و”ساليوت – 5”. وعلى الرغم من إعلان الطرف السوفيتي أكثر من مرة بأنها لا تعدو كونها محطات مدنية، إلا أنها كانت في الحقيقة تقوم بمهمة الاستطلاع الفضائي.

مدفع فضائي سوفيتي لتدمير الأقمار الاصطناعية

وإبان شروع الولايات المتحدة في بناء أنظمة لتدمير الأقمار الاصطناعية، اتخذت القيادة العسكرية السوفيتية قراراً بضرورة توفير الحماية اللازمة لإحدى محطاتها والمتمثلة بمحطة “ساليوت – 3”. وبعد دراسة معمقة، عكف الخبراء العسكريون في الاتحاد السوفيتي على تصميم مدفع لتدمير الأقمار الاصطناعية. وقد نجحوا في ذلك، ومن ثم قاموا بتثبيته على سطح المحطة الخارجي وأتحفوه آنذاك بجهاز تصويب يمكن التحكم فيه من داخل المحطة. ولما كان أمر تحريك المدفع وتوجيهه صوب الهدف ينطوي على صعوبات عدة، اضطر رواد الفضاء إلى تدوير المحطة الفضائية مع المدفع، وذلك بغية استهداف الأقمار الاصطناعية للأعداء.

استخدام المدفع بعد مغادرة رواد الفضاء

وبغية التعامل مع الارتداد الناجم عن إطلاق النار من المدفع المذكور، قرر الخبراء السوفيت آنذاك إطلاق النار في الفضاء بعد إجلاء رواد الفضاء من المحطة. وليس هذا فحسب، بل قاموا بتشغيل محركاتها وتحريكها بالاتجاه المعاكس أثناء عملية إطلاق النار بواسطة المدفع المذكور.

تجربة ناجحة بكل المقاييس

وذكر لارسون في مقاله ذاك بأن الخبراء السوفيت قاموا بإطلاق النار من المدفع مرات عدة، وقد اتسمت تلك التجربة بأنها ناجحة بكل المقاييس.

يشار إلى أن  قناة “زفيزدا” التلفزيونية العسكرية الروسية أكدت تلك المعلومات وذهبت أبعد من ذلك، حيث ذكرت مواصفات المدفع الفضائي الأسطوري “إر – 23 إم” (كارتيش). وذكرت أنه كان من عيار 14.5 ميلليمتراً، وبأنه كان قادراً على رمي ما قدره 5000 طلقة في الدقيقة.

مدفع فضائي روسي لتدمير الأقمار الاصطناعية

خرطوشة طويلة خاصة بالاستخدام الفضائي

من جانبه، ألمح فاليري ماكييف، نائب المدير التقني لمكتب “نودلمان” الروسي للتصاميم الهندسية العسكرية بأن مدفع كارتيش كان مصمماً في الأصل لقاذفة “تو – 22” السوفيتية. ومن ثم عكف الخبراء على ابتكار طلقة خاصة ذات خرطوشة طويلة وتزويده بها، وذلك لكي يتسنى له الرمي في الفضاء الكوني.

إقرأ المزيد:
المصدر وي آر ذا مايتي

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط