ماذا تعرف عن التسمم المائي وما هي أسبابه الحقيقية؟

2٬893

ينصح أخصائيو التغذية والمتخصصون في هذا المجال بضرورة شرب كميةٍ وافرةٍ من المياه يومياً، ولا ريب في أن ذلك أمر مهم ومحق في الوقت عينه. بيد أنه يتغافل أو يجهل كثيرون حقيقة مفادها أن شرب كميةٍ فائضةٍ من الماء قد ينطوي على أضرارٍ صحية خطيرةً ومهددةً للحياة. فما هي هذه المخاطر، وما أعراض فرط الإماهة؟ 

تعتمد جميع الأنظمة الرئيسة للجسم على الماء للعمل بشكلٍ صحيح. فلا ريب أن شرب كميات كافيةٍ من الماء يساعد جسمك على تنظيم درجة الحرارة، طرد النفايات من الجسم، الهضم بشكلٍ فعال ومنظم وأداء جميع وظائف الجسم الأساسية.

ما هو التسمم المائي أو فرط الإماهة؟

معظم الناس مبرمجون على القلق إزاء عدم شرب كمية كافيةٍ من الماء. ومع ذلك، فإن شرب الكثير من الماء يمكن أن يكون خطيرًا أيضًا، ولعل الكثير يجهل أضرار ذلك وأعراضه.

ما هو التسمم المائي أو فرط الإماهة؟

التسمم المائي هو اختلال وظائف الجسم بسبب شرب الكثير من الماء، أو عدم قدرة الجسم على التخلص منه بسرعةٍ كافية، ما يزيد كمية الماء في الدم. ولعل هذا ما  يؤدي إلى انخفاض نسبة تركيز الشوارد في الدم، وخاصة الصوديوم. إذ إن تركيز الصوديوم في غاية الأهمية لموازنة السوائل بين داخل وخارج الخلايا. فعندما تنخفض مستويات الصوديوم، تنتقل السوائل من خارج الخلايا لداخلها، ما يؤثر على كافة خلايا الجسم، وعندما يحدث هذا لخلايا الدماغ في حالات نادرة، يمكن أن ينتج عنه آثار خطيرة تهدد الحياة.

حقيقة

تسمم المياه ينتج عن شرب الكثير من الماء أو عدم قدرة الجسم على التخلص من الماء الفائض، ما يخفض مستويات الصوديوم في الدم ويتسبب في انتقال السوائل داخل الخلايا فتضطرب وظائفها.

التسمم المائي

ماهي كمية الماء المناسبة للشرب يومياً؟

التوجيهات العامة توصي بأن يشرب الشخص البالغ ما قدره 9-13 أكواب من السوائل يوميًا في المتوسط. ومن المهم أيضًا أن تتذكر أن الاحتياجات المائية تختلف باختلاف العمر والجنس والطقس ومستوى النشاط والصحة العامة. كما تتطلب الظروف الخاصة مثل الحرارة الشديدة والنشاط المرهق والحمى كميةً أكبر من السوائل من المعدل الطبيعي.

كمية الماء المستهلكة ليست وحدها العامل المهم، بل شرب كمية كبيرة في وقتٍ قصير، تستطيع الكلية التخلص من كمية تتراوح بين 20 و28 لتراً من الماء يوميًا، غير أنها لا يمكنها التخلص من أكثر من (0.8-1.0 لتر) في الساعة. لذلك، لتجنب أعراض نقص صوديوم الدم، يجب أن ننأى بأتفسنا عن احتساء أكثر من (0.8-1.0 لتر) من الماء في الساعة بمعدل وسطي. إذ غالباً ما تنجم حالات التسمم عن شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة.

أعراض التسمم المائي
  1. البول صاف بشكل دائم، إذا كنت تشرب كميةً صحية من الماء، فيجب أن يكون لون البول أصفر شفاف. على الرغم من أن معظم الناس يعتقدون أن البول الصافي هو علامة صحية، إلا أن وجود بول من دون تصبغ على الإطلاق طول الوقت قد يكون علامةً على أنك تشرب الكثير من الماء، وخاصة بعد الاستيقاظ من النوم وحينما يكون تركيز الفضلات في البول في أعلى المستويات.
  2. التبول بشكل متكرر وخاصة أثناء الليل، وفقًا لعيادة كليفلاند، يتبول معظم الناس بين ست وثمان مرات في اليوم. إذا وجدت أنك تبول أكثر من عشر مراتٍ في اليوم، فربما تشرب كمياتٍ من الماء أكثر مما يحتاج جسمك.
  3. الشعور الدائم بالغثيان، عندما تشرب الكثير من الماء، تصبح كليتك غير قادرة على التخلص من السائل الزائد، ويبدأ الماء في التجمع في الجسم. قد يتسبب هذا في عددٍ من الأعراض المزعجة، بما في ذلك الغثيان والقيء والإسهال.
  4. الصداع الدائم، عندما تشرب الكثير من الماء، ينخفض ​​تركيز الملح في دمك، مما يؤدي إلى تضخم الخلايا في جميع أنحاء الجسم. هذا الضغط يمكن أن يسبب صداعًا ومشاكل صحية أكثر خطورة في الحالات الشديدة.
  5. تورم في اليدين والقدمين والشفتين، في العديد من الحالات، سيواجه الناس تورمًا ملحوظًا في أيديهم وشفتيهم وأقدامهم. بسبب امتلاء خلايا البشرة والنسيج تحتها بالماء.
  6. ضعف العضلات والتشنجات المؤلمة، بسبب انخفاض نسبة الشوارد في الدم والتي تلعب دوراً حيوياً في صحة العضلات وعملها.
  7. الشعور بالتعب والإرهاق، تتحمل كليتك مسؤولية تصفية المياه التي تشربها وتوازن الشوارد. فعندما تشرب الكثير من الماء، تعمل الكليتان بالطاقة القصوى، مما يخلق رد فعل هروني يدفع الجسم للشعور بالإرهاق والتعب والتوتر.                                                                                                              
 ما هو العلاج في الحالات الشديدة؟

يعتمد العلاج على مدى حدة الأعراض لديك وما سبب هذه الحالة، وقد تشمل العلاجات ما يلي:

  • شرب كميةٍ أقل من السوائل.
  • تناول مدرات البول لزيادة طرح الماء من الجسم.
  • تعويض الصوديوم وباقي الشوارد عن طريق الوريد.

التسمم المائي..أسبابه وعلاجه

الوقاية

أثناء التمرين، حاول أن تشرب ما بين 2 و4 أكواب من السوائل في الساعة. وإذا كنت تمارس الرياضة لمدة تزيد عن ساعة، أو كنت في جوٍ حار وتشعر بحاجة دائمة للشرب في وقت قصير، فتناول المشروبات الرياضية قد يفي بالغرض. فهذه المشروبات تحتوي على الشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم، والتي تعمل على تعويض الكمية المفقودة من خلال التعرق والوقاية من فرط الإماهة عند شرب الماء بكمية وافرة.

تنويه

على الرغم من تحري الدقة في المعلومات التي أتينا على ذكرها للتو بالاعتماد على أهل الاختصاص، من جهة، والمصادر الموثوقة الأخرى، من جهة أخرى، إلا أنه يقتضي التنويه بأن تلك المعلومات الواردة هنا ذكرت بقصد نشر المعرفة. ولذلك،  يتعين على الجميع استشارة أهل الاختصاص في هذا الشأن لتقييم كل حالة على حدة وتقديم النصح  والإرشاد في ما يخص ذلك.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:

 

المصدر إنسايدر

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط