فيروس كورونا قد ينتشر عبر الرذاذ المتطاير عند استخدام المرحاض

3٬919

تعد المراحيض وأنظمة الصرف الصحي الحديثة نعمةً كبيرةً للصحة العامة منذ بدايات القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من ذلك، لا يخفى على أحد أنها مستودع ضخم للعوامل الممرضة، ويجب دوماً المحافظة على نظافتها والحذر عند استخدام الحمامات العامة. وإليك سببٌ وجيهٌ آخر لإغلاق غطاء المرحاض قبل تنظيفه. إذ أظهرت دراسة جديدة بمساعدة النموذجة الحاسوبية كيف يمكن لتنظيف المرحاض بالمياه المتدفقة إرسال سحابة من الجسيمات الصغيرة التي تحتوي على مادةٍ برازية في الهواء يمكن أن تحمل معها فيروس كورونا.

مستودعٌ للفيروس

أظهرت الدراسات السابقة أن فيروس كورونا يمكن أن يعيش ويتكاثر في الجهاز الهضمي، وأثبت أن المادة الوراثية للفيروس تستمر في البراز حتى بعد زوال الفيروس من المسالك التنفسية للمرضى. وجد العلماء أنه بالإضافة إلى التخلص من المخلفات، فإن تنظيف المرحاض بالمياه المتدفقة يمكن أن يولد سحابةً من قطرات الهباء الجوي التي ترتفع قرابة مترٍ في الهواء. قد تسبح تلك القطرات في الهواء لفترةٍ كافيةٍ ليتم استنشاقها من قبل المستخدم التالي للمرحاض المشترك، أو تهبط على أسطح الحمام وتنتقل بعدها عن طريق الملامسة.

 المرحاض مستودع لفيروس كورونا

محاكاةٌ حاسوبية

أظهرت محاكاة الكمبيوتر لآلية تنظيف المرحاض أنه عندما يصب الماء في المرحاض يولد دوامة، فإنه يزيح الهواء في الوعاء. تتحرك هذه الدوامات إلى أعلى وتدفع قوة الطرد المركزي نحو 6000 من القطيرات الصغيرة والتي قد تكون حاملة لفيروس كورونا بالإضافة إلى الكثير من العوامل الممرضة الأخرى.

محاكاةٌ حاسوبية لعملية تطاير الرذاذ في المرحاض

شرٌ لابد منه

قال جي شيانغ وانغ، الذي يدرس ديناميكيات السوائل في جامعة يانغتشو وكان مؤلفًا مشاركًا للدراسة: “إنه أمرٌ مثيرٌ للقلق بشدة، إنه من المستحيل عملياً الحفاظ على الحمامات مطهرة طوال الوقت، وقد يكون مشاركة المرحاض أمرًا لا مفر منه لأفراد العائلة، حتى عندما يكون هناك شخصٌ مريضٌ معزولٌ في غرفة منفصلة في المنزل. وبينما تسعى المدن حول العالم لإعادة فتح المطاعم والمكاتب والشركات الأخرى، سيحتاج المزيد من الأشخاص إلى استخدام الحمامات العامة أو المشتركة. والحمامات غالبًا ما تكون ذات تهوية سيئة، مما قد يزيد من خطر التعرض للعدوى. يجب على المستخدمين أيضًا مراعاة خطر انتقال العدوى عبر الأسطح، مثل مقابض الأبواب والصتابير”.

الحاجة لإعادة تصميم الحمامات العامة

يأمل وانغ في أن يساعد البحث الجديد على تحسين تصميم الحمامات المشتركة في زمن كورونا، بما في ذلك زيادة الاهتمام بالموزعات الآلية للمناشف الورقية والصابون، والمراحيض التي يتدفق فيها الماء للتنظيف فقط بعد تغطيتها بغطاء.

إقرأ المزيد:
المصدر واشنطن بوست آيب بابليشينغ

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط