فريق بحثي إماراتي يطور ناقلات نانوية تستهدف الخلايا السرطانية بدقة بالغة

3٬414

تعاني الأدوية التقليدية المضادة للسرطان عادة من عددٍ من السلبيات والقيود التي قد تحد من فعاليتها، بما في ذلك ضعف القابلية للذوبان ونقص الانتقائية للخلايا السرطانية وسمية الأنسجة السليمة. ولعل الحل لتلك المعضلة يكمن في الطب النانوي، وهو الفرع الطبي القائم على استخدام ناقلات النانو التي يقل قطرها عن 200 نانومتر، كوحدات نقل للمواد المستخدمة في تشخيص الأمراض وتتبعها وعلاجها. إذ تتمتع هذه الأخيرة بالقدرة على التغلب على قيود العلاج الكيماوي التقليدي.

سلاح موجه

تعمل أدوية العلاج الكيماوي التقليدية في المقام الأول عن طريق منع انقسام الخلايا وتحفيز الموت الخلوي في الخلايا السرطانية سريعة الانقسام، وبالتالي تقليل نمو الورم. لسوء الحظ، جرعات الدواء العالية المطلوبة لتأدية المهمة تؤدي إلى تلف الأنسجة السليمة، مما يؤدي لمجموعةٍ من الآثار الجانبية التي تشمل الغثيان وفقدان الشعر والتعب، وانخفاض مقاومة العدوى والعقم وتلف الأعضاء.

لتلافي هذه المشكلات قام فريقٌ من الباحثين في جامعة نيويورك في أبوظبي، بتطوير ناقلٍ نانوي متوافق مع الكائنات الحية وقابلٌ للتحلل بيولوجيًا من أجل إيصال الأدوية المضادة للسرطان بشكل أكثر أمانًا وفاعلية. أظهر البحث أن الجسيمات النانوية الهجينة (أي متعددة المكونات)، يمكن تحميلها بمجموعةٍ واسعةٍ من الأدوية لاستهداف الخلايا السرطانية بشكلٍ فاعل وموجه بدقة عالية.

تعاون أمريكي إماراتي

طورت الجسيمات النانوية البوليمرية المخصصة للتسليم المستهدف للعلاجات المضادة للسرطان في مختبرمجذوب التابع لجامعة نيويورك في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك بالتعاون مع مختبر البروفيسور فرانسيسكو للعلاج الكيماوي التقليدي والذي يعمل على تطوير الجيل الحالي من الناقلات النانوية.

فريق بحثي إماراتي يطور ناقلات نانوية

مبدأ بسيط بتقنية مبتكرة

تتكون الجسيمات النانوية من نواة بوليمر مغلفةٌ بقشرة بروتين متوافقة حيوياً وقابلة للتحلل. ويمكن تحميل النواة بمجموعةٍ واسعةٍ من علاجات السرطان. ولقد تم تصميم غلاف البروتين أيضًا لإطالة عمرها في الدورة الدموية ولضمان بقاء الناقل النانوي مستقرًا لفترة كافية للوصول إلى الموقع المستهدف. وبعد الامتصاص الخلوي الفعال، تؤدي تفاعلاتٌ محددةٌ داخل الخلايا السرطانية إلى تحطيم الجسيمات النانوية المختلطة وتطلق الأدوية العلاجية المحملة.

فريق بحثي إماراتي يطور ناقلات نانوية لعلاج السرطان

سهولة إنتاج وتكلفة يسيرة

من جانبه، أفاد لوجاناثان بالانيكومار، أحد الباحثين المشاركين في مختبر مجذوب: “لقد قمنا بإجراء مقاربةً بسيطةً واستخدام موادٍ منخفضة التكلفة متاحة بسهولة لإعداد الجسيمات النانوية الهجينة، وذلك على عكس العديد من الناقلات النانوية التي تتطلب عادة عملياتٍ معقدة ومعداتٍ ومواد باهظة الثمن. كما يمكن وبسهولة بالغة إعداد جسيماتنا النانوية واستخدامها من قبل باحثين آخرين، حتى أولئك الذين لديهم موارد محدودة”.

باحثون إماراتيون يطورون ناقلات نانوية لعلاج السرطان
حجر الأساس لمنصة جديدة كلياً

في حين صرح مازن مجذوب، الأستاذ في علم الأحياء في جامعة أبوظبي، قائلاً: “تعد هذه الجسيمات النانوية الهجينة بمثابة منصةٌ واعدةٌ للغاية لتوصيل عقاقير السرطان والتي تجمع بين الاستقرار العالي واستهداف الأورام الفعال وإطلاق العوامل الكيماوية العلاجية ضمن الخلايا السرطانية، الأمر الذي من شأنه أن يرفع نسب نجاح العلاج، ويحد، في الوقت نفسه،  من الأعراض الجانبية بشكلٍ كبير”.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:

 

المصدر يوريكا أليرت نيتشر

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط