الحياة تعود من جديد إلى فيينا على وقع دوران عجلة فيريس العملاقة

4٬095

لم تتوقف عجلة فيريس العملاقة التي تتخذها مدينة فيينا شعاراً لها وتمثل قلبها النابض في المجال السياحي عن الدوران منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد تم إيقافها في منتصف شهر مارس 2020، وذلك للمرة الأولى منذ 75 عاماً. غير أن اليوم المنتظر قد حلَّ بتاريخ الجمعة 29 مايو 2020 عند تمام الساعة 12 ظهراً حين عمدت نورا لاماك، والتي قامت عائلتها بإدارة عجلة فيريس لأجيال، إلى جانب عمدة مدينة فيينا، ميخائيل لودفيج، بضغط زر التشغيل مجدداً باعثين الحياة في رمز المدينة الأكثر حيوية بعد 75 يوماً من التوقف.

الحياة تعود من جديد إلى فيينا مع دوران عجلة فيريس العملاقة
رسالة من ارتفاع شاهق

سبق يوم تشغيل عجلة فيريس العملاقة حفلاً موسيقياً أقامه موسيقيون يعيشون في فيينا، مساهمين بنشر رسالة موسيقية داعية للتفاؤل والشعور بالأمل من خلال حدث تم بثه مباشرة عبر العالم الافتراضي. تم إنشاء منصة خاصة لهذا الغرض في إحدى مقصورات العجلة المرتفعة، استخدمها الموسيقيون كي يوجّهوا تحيتهم الموسيقية إلى العالم الافتراضي من ارتفاع شاهق.

فيينا تعود للحياة

عادت متاجر فيينا ومتاحفها وحاناتها إلى مزاولة أعمالها خلال الأيام أو الأسابيع الماضية. إضافة إلى ذلك، قامت منشآت الإقامات والأماكن الترفيهية بإعادة افتتاح أبوابها بتاريخ 29 مايو 2020. خلال عام 2019 قضى 135,000 زائر قادمين من دول مجلس التعاون الخليجي 325,000 ليلة مبيت في فنادق فيينا. ومن المقرر خلال هذا الصيف أن يتم إعادة ربط دول الخليج العربي مع النمسا من خلال رحلات طيران الإمارات بين دبي وفيينا والمجدولة بتاريخ 1 يوليو 2020. سيتمكن المسافرون عبر مطار فيينا من الخضوع للاختبار البيولوجي الجزيئي التاجي / كوفيد 19 واختصاره “بي سي آر” (PCR) لفحص الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث تظهر نتيجة الإختبار خلال 3 ساعات تقريباً.

الحياة تعود إلى سابق عهدها

عادت عجلة فيريس إلى الدوران في فيينا. كما تعاود الفنادق افتتاح أبوابها وشيئاً فشيئاً تعود الحياة خطوة إلى سابق عهدها. ولعل ما أظهرته  تصنيفات عدة حول فيينا لسنوات، مثل مؤشر ميرسر أو ذا ايكونومست، قد ثَبُتَ مجدداً – فيينا مدينة آمنة، نابضة بالحياة، وتزداد فيها متعة العيش بالإضافة إلى قدرتها على التعامل مع المواقف الصعبة.

ماذا قالت نورا لاماك مالكة عجلة فيريس العملاقة في هذا الشأن؟

“استمرت عجلة فيريس العملاقة بالدوران لمدة 75 عاماً قبل جائحة فيروس كورونا المستجد. عندما توقفت العجلة، بدت الحياة وكأنها في لحظة ثبات أيضاً. لذلك يمثل هذا اليوم لحظة مليئة بالمشاعر بالنسبة لي ولعائلتي. تشكل عودة العجلة إلى الدوران اليوم أمراً باعثاً على الأمل، ليس فقط بالنسبة لي وإنما لكافة أرجاء النمسا ولكل من واجه وقتاً عصيباً خلال الأشهر القليلة الماضية”.

عجلة فيريس العملاقة في فيينا
عودة العجلة إلى الدوران هي إشارة باعثة على التفاؤل

لا يمكن لشيء أن يعكس هذه البداية الجديدة لمدينة فيينا أكثر من عجلة فيريس العملاقة. فعودة العجلة إلى الدوران هي بمثابة إشارة باعثة على التفاؤل بعودة الحياة  من جديد إلى تلك المدينة المزدهرة. إذ سيتدفق الزوار القادمون من جميع أنحاء النمسا نحو فيينا بدءاً من هذا التاريخ. كما ستشهد المرحلة القادمة توافد السياح القادمين من كافة أرجاء العالم إلى العاصمة النمساوية المبهرة. ولا ريب في أن في جعبة فيينا الكثير لاكتشافه على الرغم من قواعد التباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية الأخرى.

إقرأ المزيد:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط