كورونا يتسبب بإفلاس ثاني أقدم شركة طيران في العالم

5٬277

كلّف تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” قطاع الطيران والنقل الجوي خسائر مالية هائلة تخطت حاجز المليار دولار، الأمر الذي وضع قطاع الطيران في وضع استثنائي حرج وغير مسبوق.

وكانت الهيئة الدولية للنقل الجوي التي تضمّ 290 شركة طيران قدّرت حجم خسائر شركات الطيران في قطاع نقل الركاب ما بين 63 مليار دولار فيما إذا تمّ احتواء الفيروس و113 مليار دولار في حال استمرّ تفشي الفيروس. علماً أن هذا الرقم لا يشمل بالطبع خسائر قطاع نقل البضائع. وكانت شركة طيران أفيانكا الكولومبية هي أول ضحايا انتشار فيروس كورونا.

إفلاس ثاني أقدم شركة طيران في العالم

أعلنت شركة طيران أفيانكا الكولومبية، ثاني أقدم شركة طيران في العالم، عن إفلاسها، وذلك بعد فشلها بالالتزام بالموعد النهائي لسداد السندات بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، لتضرب الشركة بذلك مثالاً حياً على أثر فيروس كورونا على تدهور الناحية الاقتصادية لشركات الطيران. إذ قدرت شركة أفيانكا قيمة التزاماتها المالية ما بين مليار و10 مليارات دولار في طلبها الذي أودعته لدى محكمة الإفلاس الأمريكية.

شركة طيران أفيانكا الكولومبية

تجدر الإشارة بأن اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) قد قدر خسائر الإيرادات لشركات الطيران في أميركا اللاتينية هذا العام بنحو 15 مليار دولار.

لمحة عامة عن الشركة

تعد شركة طيران أفيانكا الكولومبية  ثاني أقدم شركة طيران تعمل باستمرار في العالم بعد شركة “كي إل أم” الهولندية. وعانت من ديون بلغت قيمتها 7.3 مليار دولار في عام 2019.  وتضم مجموعة أفيانكا هولدينغز التي أقلت 30,5 مليون مسافر العام الماضي  الشركة الكولومبية تامبا كارغو والإكوادورية أيروغال وشركات مجموعة تاكا الدولية للطيران التي لها فروع في أميركا الوسطى وكذلك في بيرو.

عدم استجابة الحكومة الكولومبية

لم تستجب الحكومة الكولومبية لمطالب شركة طيران أفيانكا الكولومبية بالحصول على المساعدة المادية عقب إعلان الشركة عن إفلاسها بشكل رسمي في وقت سابق من الآن.

شركة طيران أفيانكا الكولومبية

على الرغم من فشل شركة أفيانكا الكولومبية للطيران التي تتخذ من بوغوتا مقرًّا لها من تجنب إعلان إفلاسها. إلا أنها ستكون واحدة من أولى شركات الطيران الكبرى في العالم التي تتدهور وتعلن إفلاسها رسمياُ نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد “كوفيد-19” الذي أدى إلى شل حركة السفر العالمي.

سبب الإفلاس

لم تقم شركة طيران أفيانكا برحلات ركاب مُجَدولة بانتظام منذ أواخرشهر مارس الماضي، هذا فضلاً عن قيام الشركة بتسريح معظم موظفيها البالغ عددهم 20 ألفًا خلال فترة أزمة كورونا. كما لجأت إلى إيقاف 142 طائرة تابعة لها، الأمر الذي أدى بدوره إلى خفض عائداتها العامة بأكثر من 90 بالمائة وفرض ضغطاً شديداً على سيولتها المالية. علماً أن الشركة تعاني أصلاً من ضائقة مالية  وسبق لها أن لجأت  في عام 2003 للفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي. وكانت الشركة تعرضت أيضاً إلى خسائر متتالية وبلغت ديونها ما قدره 4.9 مليار دولار بنهاية عام 2019، وذلك بزيادة 20 في المائة مقارنة بعام 2018.

وقال أنكو فان دير ويرف، الرئيس التنفيذي لشركة أفيانكا في بيان صحافي:”تواجه أفيانكا أكبر أزمة في تاريخنا الممتد على مدى 100 عام”.

شركة طيران أفيانكا الكولومبية تعلن إفلاسها

وقال خوان ديفيد بالين، كبير الاقتصاديين في شركة كازا دي بولسا في بوغوتا:”هذه ليست مفاجأة على الإطلاق. كانت الشركة مثقلة بالديون على الرغم من أنها حاولت إعادة هيكلة ديونها العام الماضي”.

الإفلاس يسلط الضوء على التحديات التي تواجه شركات الطيران

وبينما كانت الشركة تعاني بالفعل من أزمات مادية، فإن الإفلاس يسلط الضوء على التحديات التي تواجه شركات الطيران التي لا يمكنها الاعتماد على عمليات الإنقاذ الحكومية أو عمليات الإنقاذ القادمة بسرعة كافية.

إقرأ المزيد:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط