شركات التوزيع وسلاسل التوريد تواجه تحديات كبيرة بسبب ضعف الاستفادة من البيانات

2٬949

كشفت دراسة استقصائية صادرة عن مؤسسة آي دي سي للأبحاث بتكليف من شركة «إنفور» عن إقبال شركات التوزيع وسلاسل التوريد في الشرق الأوسط على اعتماد نهج التقنيات الرقمية، وذلك بهدف الاستفادة من فرص النمو الضخمة المتاحة في المنطقة. إلا أنها سلطت الضوء على تحديات كبيرة تواجه الكثير من تلك الشركات في هذا السياق تشمل انعدام وضوح الرؤية في سلاسل التوريد وقلة المهارات الرقمية والاعتماد على أنظمة تقنية متقادمة.

وتبرز فرص نمو كبيرة ضمن قطاع التوزيع واللوجستيات على وجه الخصوص في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر حيث تعمل الرؤى الوطنية لدعم النمو والتنويع الاقتصادي بالتوازي مع تسارع وتيرة نمو فئة الشباب على دفع الطلب على الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد في المنطقة.

فعلى سبيل المثال، يهدف إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية إلى إضافة 320 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول 2030. بينما تستهدف دولة الإمارات مضاعفة المساهمة الاقتصادية للقطاع الصناعي ثلاث مرات خلال السنوات العشر القادمة من خلال استراتيجية “مشروع 300 مليار”.

أمام هذه الفرص، تواجه شركات التوزيع وسلاسل التوريد في الشرق الأوسط وأفريقيا تحديات كبيرة مرتبطة بالبيانات والمهارات والأنظمة القديمة وفقا لما أظهرته نتائج دراسة سلاسل التوريد في الشرق الأوسط وأفريقيا للعام 2022 الصادرة عن مؤسسة آي دي سي. إذ أفاد 49 بالمئة من المستطلعين في الدراسة أن قدرات شركاتهم المتعلقة بالبيانات والتحليلات تعاني من البطء وعدم مواكبة التطورات اللحظية وأشار 43 بالمئة إلى قلة المهارات الرقمية. فيما أشار 43 بالمئة إلى قدم الأنظمة التقنية في شركاتهم.

وتعتبر الأنظمة القديمة مسألة منتشرة على وجه الخصوص. حيث أظهرت الدراسة أن معظم الشركات في الشرق الأوسط وأفريقيا لا تزال تعتمد على جداول البيانات والتطبيقات المستقلة لتسيير عمل سلاسل التوريد التابعة لها. حيث تفتقر هذه الأنظمة القديمة إلى قدرات التكامل التي تمكن الشركات من العمل بفعالية ضمن منظومات الصناعة وتعيق قدرتها على الاستفادة من المعلومات التجارية بكفاءة.

وتسفر هذه التحديات عن تأثيرات ملموسة حيال قدرة شركات التوزيع على تلبية الطلب المتزايد بكفاءة. فعلى سبيل المثال، أشار 56 بالمئة من المشاركين في الدراسة إلى انعدام وضوح سلاسل التوريد وقلة المرونة التي تحول دون رؤية متغيرات السوق لحظة بلحظة، مما يعيق القدرة على الاستجابة للفرص والتهديدات الناشئة في السوق. وفي الوقت ذاته، أشار 45 بالمئة إلى مواجهة نقص حاد في المهارات الرقمية، مما يحد من القدرة على تحويل سلاسل التوريد إلى نماذج عمل جديدة.

وأشارت مؤسسة آي دي سي بأن الأسلوب الأكثر فعالية للتحول الرقمي يكمن في اعتماد الشركات نهج رقمي أولا قائم على السحابة والاستثمار في أفضل الحلول الرقمية مثل أنظمة تخطيط موارد المؤسسات وأنظمة إدارة سلاسل التوريد وأنظمة إدارة المستودعات وأنظمة إدارة النقل.

ويحفل سجل «إنفور» بإنجازات عديدة في مجال دعم تحول شركات قطاع التوزيع ضمن المنطقة ومساعدتها على الارتقاء بعملياتها التشغيلية.

فعلى سبيل المثال، حققت شركة الزاهد للتركتورات وتوريد معدات البناء والمركبات التجارية، نقلة نوعية في آلية التنسيق مع شركائها من شركات تصنيع القطع الأصلية. كما نجحت في تعزيز الرؤية ضمن سلاسل التوريد والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لعملائها، وذلك نتيجة نشرها نظام “إنفور إم 3” (وهو طقم متكامل لحلول تخطيط موارد الشركات الكبرى العاملة في قطاع التصنيع والتوزيع وبيع المعدات وتأجيرها).

وجرى اعتماد نموذج هجين في تنفيذ هذا الحل حيث تمت استضافة أحمال العمل الحوسبي في كل من بيئة السحابة والأنظمة القائمة ضمن شركة الزاهد. ونجح نظام “إنفور إم 3” في تلبية كافة المتطلبات الواردة في مبادرات شركة الزاهد للارتقاء بمستوى التنسيق مع شركائها من شركات تصنيع القطع الأصلية.

كما نجح طقم “إنفور إم 3” في إدخال تحولات نوعية على العمليات الرئيسة في شركة الزاهد للتركتورات شملت إدارة دورة حياة المعدات وإنتاجية الموظفين وخدمة التأجير والصيانة والترميم والخدمات الميدانية والتصنيع. ويضع هذا الحل المتكامل في متناول صنّاع القرار والمديرين والطواقم الأمامية بيانات ذات قيمة تساعد في التخطيط وتسيير العمليات اليومية والتحكم واتخاذ القرار.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط