رقاقة إلكترونية للمساعدة على التخلص من الإدمان

265

وفقاً لإحصاءات المعهد الوطني لتعاطي المخدرات الخاصة بعام 2019، فإن ما يربو على 80 ألف حالة وفاة مرتبطة بجرعة عالية من المخدرات قد حصلت في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. ولا ريب في أن الإدمان على المخدرات يعد مشكلة صحية واجتماعية كبيرة ومعقدة ومستعصية على الحل. إذ إن كثيراً من المدمنين يفشلون في التخلص من الإدمان على الرغم من المحاولات الجدية الحثيثة. ومن هنا، فقد كان لابتكار رقاقة إلكترونية تزرع في الدماغ البشري للمساعدة على التخلص من الإدمان أهمية بالغة من شأنها أن تغير من موازين القوى في الصراع مع هذه المشكلة المتفاقمة.

أول التجارب السريرية

أجريت أول التجارب السريرية على رجلٍ يبلغ من العمر 33 عاماً من ولاية فيرجينيا، وهي الولاية ذات المعدل الأعلى لوفيات الجرعة الزائدة من المخدرات. عانى الرجل لعقودٍ من الإدمان على المواد الأفيونية ومسكنات الألم.كما عانى، أيضاً، من جرعةٍ زائدة كادت تودي بحياته. وعلى الرغم من محاولاته العديدة للإقلاع، لم يستطع التغلب على الإدمان. وكان الشخص المثالي لإجراء التجربة.

تحفيزٌ مباشرٌ لمناطق الإدمان في الدماغ

تقوم التجربة على زراعة أقطابٍ كهربائيةٍ في المناطق المعنية من الدماغ جراحياً لإنتاج نبضات كهربائية بتردداتٍ تم ضبطها بعنايةٍ لتعزيز موجات الدماغ الإيجابية وتعطيل الإشارات الضارة. ولعل هذا ما يساهم في تخفيف إشارات الرغبة الملحة للحصول على المخدر. وتمنح المريض فرصةً إضافيةً في مقاومتها والتخلص منها.

صورة شعاعية تظهر الرقاقة المزروعة في المخ

فكرة قديمة بتطبيقات جديدة

فكرة زراعة الأقطاب الكهربائية في المخ، مطبقةٌ بالفعل في حالات خلل التوتر العضلي والصرع واضطراب الوسواس القهري، ولطالما اعتقد العلماء في أنها قد تساعد في الحد من الإدمان. وكانت هذه التجربة الأولى بنتائج جيدة.

 منبع الإدمان

وقال الدكتور علي رضاي، الباحث الرئيس الذي يقود فريق البحث: “الإدمان هو مرضٌ في المخ، يسبب عادة خللاً في عمل مراكز المكافآت في الدماغ. ونحن بحاجة إلى استكشاف تكنولوجيات جديدة لمساعدة المتضررين بشدة وغير القادرين على قهر الإدمان بالطرق التقليدية.”

أداة قد تنقذ الأرواح وتحسن حياة الآلاف

أضاف الدكتور جيمس بيري، رئيس قسم الطب النفسي والسلوك النفسي بجامعة ويست فرجينيا: “على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا باستخدام طرائق العلاج الحالية القائمة، يوجد عددٌ من المرضى الذين لايستجيبون للعلاج. وهؤلاء معرضون لخطرٍ كبيرٍ للمشاكل الصحية الكارثية المستمرة وحتى الموت. يمكن أن يثبت هذا الاكتشاف أنه أداة قيمة في معركتنا لإبقاء الناس على قيد الحياة وبصحة جيدة.”

إقرأ المزيد:
المصدر ذي إنديبيندنت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط