خلايا جلدية مبرمجة قد تفتح آفاقاً جديدة في علاج مرض باركنسون

3٬470

نجح باحثون في الولايات المتحدة في تحقيق تطور كبير على طريق علاج مرض الشلل الارتعاشي. إذ أعلن الباحثون في مستشفى ماكلين أن مريضاً مصاباً بداء باركنسون، يبلغ من العمر 69 عاماً، تمكن من ربط حذائه وممارسة السباحة وركوب الدراجة مجدداً بعد زرع خلايا جلدية مبرمجة لإنتاج مادة الدوبامين في دماغه.

مرضٌ تنكسي مزمنٌ 

مرض باركنسون أو ما يُعرف باسم الشلل الارتعاشي هو اضطرابُ تنكسي في الجهاز العصبي المركزي يؤثر بشكل رئيس على الجهاز الحركي. تبدأ الأعراض ببطءٍ في بداية المرض، ولعل أكثر الأعراض وضوحاً هي الرعاش، التقبض، نقص الحراك وتشوه المشية. قد تحدث مشاكل في التفكير والسلوك أيضاً. كما يصبح الخرف شائعاً في المراحل المتقدمة من المرض. تنتح الأعراض الحركية للمرض عن موت الخلايا العصبية في المادة السوداء، وهي منطقة من الدماغ المتوسط. وهذا يؤدي إلى عدم كفاية إنتاج ناقلٍ عصبي يدعى الدوبامين، وهو مسؤولٌ عن تنظيم العملية الحركية. والسبب في موت الخلايا غير مفهوم، ولكنه ينطوي على تراكم البروتينات في أجسام الخلايا العصبية.

خلايا جلدية مبرمجة لعلاج مرض باركنسون

برمجة خلايا من جلد المريض لإنتاج الدوبامين

بدأ العلاج التجريبي قبل نحو عامين ومول المريض جانباً منه. ولقد استخدم الباحثون فيه خلايا جلد الرجل نفسه لإنتاج خلايا عصبية تفرز الدوبامين، علماً أن استخدام خلايا المريض يقلل بدرجةٍ كبيرةٍ احتمالات رفض الجهاز المناعي لها.

ويقول الباحثون إن الخلايا الجلدية المبرمجة التي زرعت في نصفي الدماغ في عملياتٍ جراحية بفارق 6 أشهر واصلت إنتاج الدوبامين الضروري لتخفيف أعراض الشلل الرعاش. وقال الدكتور كوانغ سو كيم، كبير الباحثين ومدير معمل البيولوجيا العصبية الجزيئية في مستشفى ماكلين بولاية ماساتشوسيتس الأميركية، أنه لم يتم رصد آثارٍ جانبيةٍ للعلاج، وإن إعادة استخدام خلايا المريض نفسه أتاحت حل مشكلة الرفض من جانب الجهاز المناعي. وقلص العلاج المدة التي كانت أدوية المريض تفشل فيها في السيطرة على الأعراض إلى أقل من ساعةٍ يومياً، بالمقارنة مع 3 ساعات في المتوسط قبل زراعة الخلايا المبرمجة. كما سمح أيضاً بخفض جرعة الأدوية التي يتناولها. وقال كيم إن الخلايا العصبية ما زالت حيةً وتواصل عملها حتى الآن.

خلايا جلدية لعلاج مرض باركنسون

آفاق جديدة لإيجاد علاجٍ دائمٍ للمرض

وقدم المريض، وهو طبيبٌ ورجل أعمال، مليوني دولار للمساهمة في تسريع البحث. فيما منحت المعاهد الوطنية الأميركية للصحة تمويلاً إضافيا للدراسة. وشدد فريق البحث على أن تلك النتائج جاءت من مريضٍ واحد، غير أن عضو الفريق، الدكتور جيفري شوايتزر، وصف النتائج بأنها “مشجعةٌ للغاية”. وتم إجمالاً زراعة نحو 4 ملايين خلية في 3 مناطق بالدماغ تتعلق بالحركة.

وفي هذا الشأن، أفاد كيم: ” لعل السؤال الأصعب هو ما إذا كانت زراعة خلايا إضافيةٍ ستسمح للمريض بالحصول على ما يكفي من الدوبامين. نأمل أن يواصل التحسن ونتمكن من خفض أدويته بدرجة أكبر”.

إقرأ المزيد:
المصدر ميديكال إكسرس بيو إيدج

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط