مع غروب الشمس، تستعد إمارة الشارقة لارتداء حلّة زاهية قوامها الأضواء المنعكسة على مبانيها ووجهاتها السياحية ومعالمها التاريخية والتراثية التي تشكّل في حضورها ألقأً معماريّاً عريقاً، ما يمنح الزوّار فرصة استثنائية لاكتشاف روائع هذه الإمارة الباسمة.
وتسهيلاً لزائري الإمارة وقاطنيها الراغبين باكتشاف هذا الجمال، خصصت “جولة سياحية في الشارقة”، الحافلات السياحية التي أطلقتها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في العام 2012 بالتعاون مع شركة “سيتي سايت سيينج وورلدوايد، رحلات خاصة لاستكشاف معالم الإمارة، والتعرّف على أهم المعالم التي تزهو بمختلف الأضواء والمشاهد الخلابة خلال الليل.
جولة ساحرة في أعماق المدينة الحالمة
وفي كلّ مساء، تنطلق الجولات الليلية “الترفيهية” ضمن المسار الأزرق لتأخذ السياح في جولة ساحرة لاستكشاف أضواء المدينة وانعكاساتها الآسرة. وهكذا تجوب الرحلة التي تستغرق ما قدره 60 دقيقة، كلّاً من السوق المركزي، الذي يعد إحدى التحف المعمارية في إمارة الشارقة، مروراً بشارع الكورنيش الذي يضم العديد من المرافق السياحية والحيوية. إذ يستطيع السائح معانقة السمة الجمالية التي يزخر بها هذا الشارع، وذلك مرده إلى آلاف أشجار النخيل التي تزين أحد جوانبه، هذا فضلاً عن انعكاسات الضوء على جانبي الطريق.
ثم لا تلبث الرحلة أن تنتقل لتمر ببحيرة خالد وحديقة المجاز المزدانة بنافورة موسيقية تشدو كل يوم وتقدم لزوارها أبرز السيمفونيات العالمية. ولا ريب في أن تلك البحيرة تعد إحدى أبرز الوجهات العائلية والسياحية والترفيهية في الإمارة. وها هي تواصل الحافلة مسارها مروراً بمسرح المجاز، تلك التحفة المعمارية التي شيدت في جزيرة المجاز على طراز المدرج الروماني والمرصع بتشكيلة متنوعة من الأنوار التي تتراقص انعكاساتها الضوئية وفق تناغم هرموني موسيقي ساحر، والمباني الحكومية القابعة بمحاذاة ميناء خالد التاريخي والتي تحاكي في تصميمها أبرز فنون الهندسة الإسلامية.
جولة سياحية في الشارقة تلقي الضوء على أمجاد الأجداد
وتكمل الحافلة سيرها باتجاه شاطئ الخان، حيث تتيح الجولة للزائر فرصة التعرف على التحديات التي واجهها الأجداد بمجرد النظر إلى المدينة الساحلية الأثرية المطلة على شاطئ الخان، وهي أبنية تذكر بتاريخ الأصالة الهندسية التي استخدمت في تشييد المباني.
موضوع يستحق القراءة أيضاً: المالديف… جمال يلفه السحر من كل جانب
وبمحاذاة الخان يمكن للسياح والزائرين على السواء التعرف وعلى نحو مفصل على الأسماك المحلية، التي تزخر بها مياه الدولة، وذلك من خلال مربى الأحياء المائية. كما يمكنهم رؤية تاريخ بأكمله عبر المعروضات في المتحف البحري، إلى جانب السفن القديمة التي أبدعتها أيدي صانعيها.
ومن التاريخ والتقاليد إلى الحداثة، حيث تنقل الحافلة ركابها إلى القصباء، الوجهة السياحية والترفيهية العائلية الأبرز في إمارة الشارقة، والتي تتحول بحلول المساء إلى لوحة فنية ساحرة، وذلك مرده إلى انعكاسات أضواء مبانيها ومعالمها المحيطة بها، والتي تثري المشهد العام على القناة المائية. تلك القناة الآسرة التي تتيح لزوارها فرصة القيام بجولات بحرية على متن القوارب الخشبية على امتداد القناة المائية وبحيرة الخان.
