هناك فكرة نمطية عن رجال الشرطة الأمريكيين مستنبطة من الأفلام أو ربما من خلال التجارب الشخصية، وتتمثل تلك الفكرة في أن هؤلاء الرجال أقوياء البنية ويتحلون بشوارب كبيرة ويحملون مسدسات ضخمة، هذا فضلاً عن مظاهر الإيحاء الأخرى والمتمثلة في الخطر الكامن وراء ظهورهم المفاجىء في مكان ما. إلا أنه وفي الآونة الأخيرة قامت مديرية الشرطة في مدينة نيويورك بإطلاق مبادرة تهدف إلى تغيير هذه الفكرة النمطية عن رجال الشرطة، وذلك من خلال رؤية جديدة تظهرهم على نحو محبب وبعيد كل البعد عن الإطار العسكري.
ولعل هذا يبدو جلياً من خلال ذلك الانطباع الذي توحيه سياراتهم من نوع سمارت الجديدة والتي ظهرت خلال فصل الصيف الحالي. وتمتلك مديرية شرطة نيويورك ما يربو على 150 من ذلك النوع من السيارات التي لا تنفك تجول في الطرقات، ويتوقع أن يزيد العدد قريباً ليصل إلى نحو 650 سيارة.
وبالمقارنة مع تلك الدراجات ثلاثية العجلات والتي كان يستخدمها أفراد الشرطة إلى وقت قريب، يعد هذا النوع من السيارات الجديدة أكثر أماناً وراحة، كما وتتميز تلك السيارات بسرعتها وثمنها المنخفض مقارنة بغيرها، هذا فضلاً عن كونها صديقة للبيئة.
ومع ذلك فمن غير المتوقع أن نرى في القريب العاجل رجال شرطة يقودون تلك السيارات الصغيرة بسرعات عالية لمطاردة سيارات أخرى، فأسطول شرطة نيويورك يزخر بما قدره 9000 سيارة كبيرة الحجم وقادرة على القيام بهكذا نوع من المهام. إذ يوكل لتلك السيارات الصغيرة مهمات أقل صعوبة وتعقيداً مثل ضبط حركة المرور في أماكن تواجد المدارس، وتطبيق النظام في المواقف العامة والرسمية، هذا فضلاً عن القيام بدوريات منتظمة. كما يمكن رؤية تلك السيارات وهي تقوم بجولات دورية في حديقة الـ”سنترال بارك”.