تقنية الواقع الافتراضي تسمح بتدريب الجراحين عن بعد

4٬331

يواجه كوادر الرعاية الصحية في وقتنا الراهن أصعب التحديات. فهم إما يخاطرون بحياتهم في الخطوط الأمامية أو يلتزمون منازلهم عاجزين عن اكتساب المزيد من التدريب وصقل مهاراتهم بالنظر إلى أن الحالات الجراحية غير الإسعافية معلقة في الغالب.

ولقد أدى هذا الوضع الفريد إلى بروز الحاجة إلى تطوير طرق التدريب عن بعد دون الحاجة إلى التواجد في المستشفى. فخلال الأشهر القليلة الماضية كان تدريب طلاب الطب والمقيمين محدودًا للغاية بسبب جائحة فيروس كورونا “كوفيد-19”. ومع ذلك، دائماً ما تجد المعرفة والعلم طريقاً على الرغم من المعوقات. ولعل الاستعانة بتقنيات الواقع الافتراضي بدأت تؤتي أكلها على ما يبدو.

التدريب على الجراحة للمرة الأولى خطوة صعبة

لا ريب في أن إجراء عمليةٍ جراحيةٍ للمرة الأولى هي مهمةُ شاقةُ للغاية بالنسبة للجراح. كما أن فرص التدريب في هذه المرحلة المهنية المبكرة محدودة للغاية. ففي أحسن الأحوال، كان الجراحون يتدربون على إجراء الجراحة على جثة، لمرةٍ واحدةٍ قبل الإجراء الحقيقي. وبعد ذلك كانت سلامة المريض الحي في أيديهم بالكامل. ولهذا الغرض كانت هناك حاجةُ واضحةُ إلى تحسين إجراءات التدريب الجراحي، وهو ما يتوفر الآن  باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR) لإعادة تشكيل عملية التدريب الجراحي من خلال توفير محاكاةٍ تشبه الوضع الحقيقي للعديد من العمليات.

الواقع الافتراضي بوابة للتدريب

تقنيات الواقع الافتراضي تمد يد المساعدة

ولهذا الغرض، اشتركت شركة “أوسو في آر” (OssoVR) مؤخرًا مع جونسون & جونسون، وبدأت في توزيع معدات الواقع الافتراضي على الأطباء المتدربين والجراحين في الولايات المتحدة. وتأمل الشركة وشركائها من الجامعات في الحصول على أداءٍ تدريبي ممتاز للطلاب الذين يستخدمون منصتها. ويتمثل الهدف من وراء ذلك في توسيع هذا البرنامج في جميع أنحاء العالم بمرور الوقت.

الذكاء الاصطناعي يقيم كفاءة المتدرب

لتقييم الدقة، يحلل النظام مدى جودة التحكم بالأدوات الجراحية، والدقة المستخدمة لقطع الجلد وجراحة الاعضاء وتقييم السرعة والدقة في أداء العديد من المهام الحرجة الأخرى. يتم قياس هذه المهارات ومقارنتها بالمقياس المثالي لإعطاء المتدرب علامة في كل مجال. ومن ثم إعلام المتدرب بنقاط الضعف والحركات الخاطئة.

ضرورةٌ ملحةٌ لتحسين كفاءة التدريب

يقول جاستن باراد، الرئيس التنفيذي لشركة “أوسو في آر”: “إن إدخال تقنية التدريب بوساطة الواقع الافتراضي بين صفوف المتدربين هي خطوةٌ مهمةٌ على الطريق الصحيح. ويعد ذلك أيضاً بمثابة اعترافٌ بأن هناك فجواتٍ في التدريب لا يتم سدها بشكلٍ ملائم من خلال التقنيات والأساليب التقليدية. ولعل تطوير هذه التقنية سيلعب دوراً في تعزيز القدرة على إنتاج جراحين مهرة. كما سيقلل أيضًا من وقت التدريب ويزيد من القدرة على تقييم المهارة، والأهم من ذلك كله أنه سيؤدي إلى ممارسة سريرية أكثر أمانًا”.

الواقع الافتراضي مستقبل التعليم الطبي

اختصاصاتٌ متعددة

وأضاف باراد: “نقدم وحدات للتدريب على جراحات تقويم المفاصل، جراحة العظام للأطفال، جراحات الكسور العظام، أمراض الرئة التداخلية، وجراحة الأوعية الدموية وعمليات القلب”.

العمل على تطوير التقنية

سيشمل الواقع الافتراضي من الجيل التالي ردود فعل ملموسة  حتى يتمكن الجراح بالفعل من “الشعور” بالأنسجة، وهي مهارة مهمة في الجراحة. بعد ذلك سيدمج الواقع المعزز، حيث يمكن عرض صور الأشعة السينية وغيرها من البيانات مباشرة على المجال الجراحي في إجراء حي.

الذكاء الاصطناعي لتقييم كفاءة المتدرب في الواقع الافتراضي

إقرأ المزيد:
المصدر سي بي إس نيويورك

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط