مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة: ” الطبيعة الساحرة والتراث الثقافي الغني والبنية التحتية المتطورة وأماكن الجذب العائلية العصرية أسباب كفيلة بحث الجميع على السفر إلى ألمانيا”

زيغريد دي مازيرس مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج
13٬103

ثمة بلاد تسكنها الروح ولا تكاد تفارقها فهي تغني المرء عن مواصلة السفر واللهاث وراءه.. ألمانيا تمثل ذلك المكان الذي يشبعنا حباً وحناناً وانبهاراً، فنكتفي بحجره وبشره عوناً تنتشي له الروح وتكتحل به العيون. فهذه الساحرة تختال ببهائها الوارف الذي يدغدغ مشاعر الزوار في كل الأوقات، ناثرة سحرها المترف على كل الوجوه المشبعة بقصائد خطت شطورها بأنفاس الطبيعة المدهشة. 

 وللوقوف على سمات ومزايا هذا البلد من الناحية السياحية التقى فريق عصري.نت على هامش سوق السفر العربي 2019 زيغريد دي مازيرس  مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج (GNTO) الذي ينضوي تحت مظلة المجلس الوطني الألماني للسياحة (GNTB)  وسألها بداية….

جميع البلدان الأوروبية تقريباً يمتلك المقومات نفسها عندما يتعلق الأمر بالسياحة الشتوية…ما الذي يميز ألمانيا عن بقية أقرانها الأوروبيين في هذا المجال؟

على الرغم من برودة الطقس في ألمانيا خلال فصل الشتاء، إلا أنه قد يمثل عاملاً إيجابياً جداً بالنسبة لعشاق الرياضات الشتوية، لاسيما رياضة التزلج. فإذا كنت تنشد المتعة وتعشق الرياضات الشتوية بكل تفاصيلها الدقيقة فلا ريب في أن ألمانيا هي ضالتك المنشودة. إذ تزخر هذه الأخيرة بطيف واسع من مناطق الرياضات الشتوية المتميزة، بدءاً من جبال الألب وصولاً إلى الغابة السوداء، ناهيك عن فعاليات التزحلق أو التزلج على الجليد في الحلبات المتواجدة في المدن والبلدات أو التزلج عبر البلاد.

زيغريد دي مازيرس مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج- سوق السفر العربي
سعادة جونتر راور، القنصل العام لجمهورية ألمانيا الاتحادية في دبي خلال تفقده جناح المجلس الوطني الألماني للسياحة في معرض سوق السفر العربي 2019
ما الذي يحث المسافر بوجه عام على التوجه إلى ألمانيا بالتحديد كمقصد سياحي ترفيهي في المقام الأول؟

تزخر ألمانيا بما يربو على 800 حديقة حيوان تضم أنواعاً محلية وأخرى عالمية من الحيوانات. وهي من هذا المنطلق تعد زوارها من العائلات بتجارب ممتعة لا تُنسى. فمدينة “لايبزيغ” تنتظرك هناك بأكبر منشأة للقرود الشبيهة بالبشر على الإطلاق. كما تزخر حديقة الحيوان في برلين بطيف متنوع من الحيوانات التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم. وهناك الكثير من مظاهر الطبيعة التي يمكن للعائلات التمتع بها في الحدائق الوطنية وتلك الطبيعية. وتنتظرك أيضاً المظاهر الطبيعية الخلابة التي تمتد من ولاية ساكسونيا السفلى إلى غابة بافاريا لتكتشفها وتكشف النقاب عن جمالها المتأنق.

ماذا عن الأطفال؟

أما بالنسبة لقضاء العطلات مع الأطفال وممارسة رياضة ركوب الدراجات فتوجد العديد من الطرق (الطويلة) الممهدة التي تناسب هذا الغرض. وتتمتع هذه الطرق بمرتفعات قليلة وأطوال مرحلية مرنة ومظاهر مثيرة بطول الطريق، الأمر الذي يجعل هذه الطرق محببة للغاية، كما هي الحال مع مسار دراجات “رورتال” أو مسار دراجات “زين ميكلنبورغ”. فيما يتسع زخم الأنشطة ليشمل المسطحات المائية أيضاً. فالمناطق المطلة على بحري الشمال والبلطيق، ومختلف البحيرات في ألمانيا ترحب بالأطفال وتوفر لهم كافة سبل المساعدة، بالإضافة إلى ضمها لبرنامج ثري قوامه أنشطة عدة ومميزة. وإذا كان الطقس غير ملائم لممارسة الأنشطة الخارجية، فهناك بديل حقيقي ومناسب يتمثل في أحواض السباحة الداخلية. ولا ريب في أن حدائق الملاهي الترفيهية على غرار مدينة الملاهي الرائدة عالمياً “أوروبا-بارك”، التي تعد الأكبر في ألمانيا، أو أرض العجائب “فانتازي لاند”، تحظى بإقبال خاص لدى الصغار والكبار على حد سواء، وذلك من خلال ما تضمه من ألعاب السكك الحديدية الترفيهية التي ترتفع وتنخفض بشكل مثير والعروض المتنوعة الممتعة وتلك النماذج التي تختزل بعضاً من العوالم الأسطورية المفعمة بالإثارة والتشويق. كما تتوافر في ألمانيا عوالم الألعاب الضخمة التي تتصف بالروعة والإثارة مثل مدينة الألعاب “بلايموبيل- فن بارك” و“ليغو لاند” أو “رافنسبورغر شبيل لاند”.

مواضيع ذات صلة بـ“ألمانيا”:
زيغريد دي مازيرس مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج- الرحلات السياحية بالقوارب
الرحلات السياحية بالقوارب
هل يمكن سلوك الطرق البرية لاستكشاف البلد على الطريقة الخاصة لكل زائر على حدة؟

ما من ريب في أن بإمكان الزوار كافة التمتع برحلات سياحية مفعمة بالإثارة بواسطة السيارات. إذ سيحظى الزائر بفرصة التعرف على ألمانيا عبر إيقاعها الخاص، غير أن تحديد إيقاع الرحلة وطولها يقع على عاتقه. فإذا كانت لديه الرغبة للتمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة، فما من شك في أن طريق “دويتشه ألبن” الذي يمر عبر جبال الألب البافارية يختزل ذلك كله. أما بالنسبة لعشاق التاريخ فلا مناص من سلوك طريق دويتشه “لايمس” الآسر.

ماذا عن أولئك الذين يهتمون بالتاريخ؟

تضم ألمانيا العديد من المتاحف التي تسلب من شدة روعتها الألباب، وتأسر الروح في عالم تاريخي خيالي. ولا تقف روعة المتاحف عند هذا الحد، بل إنها تمتد لتشمل جوانب أخرى حديثة كالتقنية أو الفنون التي تقدمها المتاحف التفاعلية عن طريق اللمس على نحو يوفر التسلية والمعرفة في الوقت عينه. ولا بد من  الإشارة هنا إلى حقيقة مفادها أن كثيراً من هذه المتاحف موجهة لفئتي الشباب والأطفال بصفة خاصة. وعلاوة على ذلك، فإن قلاع الفرسان والقصور الأسطورية تدعوكم إلى رحلة مثيرة عبر الماضي الآسر بكل تفاصيله وأحداثه الجسام، بدءاً من قصر “نويشفانشتاين” الشهير وصولاً إلى أطول قلاع أوروبا القابعة في “بورغهاوزن”.

وهل لعشاق التسوق نصيب من هذا النعيم الآسر؟

نشعر بسعادة غامرة بعد أن تم تصنيف “آوتليت سيتي ميتسينغن” كأفضل مركز تسوق في أوروبا، وهو ما يعد حافزاً إضافياً بالنسبة للقائمين عليه للمضي قدماً في خططهم التوسعية الضخمة. سيشهد عام 2019 على توسعة منطقة المبيعات بنسبة 30٪ عن السابق، ومن المزمع أن يضم المركز الكثير من العلامات التجارية الفاخرة على غرار علامة “هيوجو بوس” (Hugo Boss) التي ستفتتح أكبر متجر لها في العالم هنا لتكون بداية ناجحة لعصرٍ جديد. هناك خطط دائمة لدى مراكز التسوق بوجه عام للارتقاء بمعايير الجودة المعمول بها في هذا المجال وتعزيز تجربة التسوق الرقمية داخل مراكز التسوق في كل أنحاء ألمانيا. ولا ريب في أن تطبيق أفضل معايير الاستدامة والابتكار في جميع مراكز التسوق في ألمانيا يلعب دوراً بارزاً في تفردها عن أقرانها وفي استقطاب الزوار من كافة أنحاء العالم، وهو ما يضمن النجاح على المدى البعيد. كما وتزخر المدن الألمانية بثلة متناغمة قوامها فنادق ومطاعم فخمة ومتاحف عالمية وفرص رائعة للتسوق. فمن خلال المتاجر ذات العلامة التجارية العالمية وأزياء المصممين المشهورين إلى الإكسسوارات ومحال التحف القديمة، وصولاً إلى المشغولات اليدوية والمنتجات التقليدية التي تنتشر في أسواق عيد الميلاد، تمثل ألمانيا وجهة تسوق مثالية  لجميع الأعمار ولكل الميزانيات.

موضوع جدير بالاهتمام أيضاً: إمبراطور القراءة في ألمانيا سوري الجنسية

ماذا لديكم للعائلات العربية؟

تزخر ألمانيا بخيارات وعروض عدة ومتنوعة تناسب متطلبات العائلات العربية كافة التي تزور هذا البلد. فعلاوة على الإقامة في الفنادق الفاخرة من فئة الخمس نجوم، يتوافر في ألمانيا العديد من خيارات الإقامة مثل إستئجار الشقق المفروشة أو المنازل. والمميز أن أسعار الإقامة في الفنادق تعد معقولة جداً مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى. كما تحرص ألمانيا على تقديم خدمات مميزة لجذب السياح الخليجيين، لاسيما وأن هذه المنطقة تعد من أهم الأسواق الخارجية لصناعة السياحة في ألمانيا. إذ  شهدت ألمانيا على مدار السنوات القليلة الماضية، زيادة سريعة في أعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين دأبوا على قضاء إجازاتهم في ألمانيا. لذا يحرص العديد من المدن الألمانية الكبرى على تقديم خدمات معدة خصيصاً لتتناسب مع احتياجاتهم ومتطلباتهم. وحرص العديد من المؤسسات الألمانية على توظيف كوادر تتحدث باللغة العربية وتوفير القنوات الفضائية العربية، كما دأب العديد من المطاعم على تقديم وجبات مستمدة من الطعام العربي، إلى جانب وجبات الطعام الحلال. كما أن المناطق المطلة على بحري الشمال والبلطيق ومختلف البحيرات في ألمانيا توفر للأطفال كافة سبل المساعدة، وتقدم لهم كذلك برنامجاً غنياً بالأنشطة الترفيهية. أما إذا كان الطقس غير ملائم لممارسة الأنشطة الخارجية، فهناك الكثير من أحواض السباحة التي توفر البديل المناسب. وإذ يعد كل من القهوة والكعك المحلى من التقاليد الألمانية العريقة، لا سيما وأنهما يتسمان بنكهة خاصة في فصل الشتاء، تعكف المقاهي إلى إغداق الزوار بخيارات عدة من أصناف القهوة والكعك المحلى وإتحافهم ببعض من الأجواء الداخلية الرائعة والممتعة. وتتنوع أنماط هذه المقاهي، فبعضها قديم الطراز والآخر عصري جداً. وحتى من يقوم بزيارة إلى إحدى القرى والبلدات الصغيرة فلابد أن ينتهي به المطاف إلى أحد المقاهي المميزة. وتتميز فرانكفورت بأنها مدينة متعددة الثقافات وتعد خياراً مثالياً للمسافرين العرب لزيارتها. وبصفتها “العاصمة الأوروبية لثقافة العيش” تتطلع مدينة “بادن-بادن” التي تقع عند سفوح مرتفعات الغابة السوداء للترحيب بضيوفها العرب هذا الصيف للاستمتاع بثقافتها الغنية وتراثها العريق، مع أجواء مثالية تجمع ما بين الاسترخاء والمتعة بطريقة فريدة. “بالإضافة إلى الأشياء التقليدية المعروفة مثل ساعة “الكوكو” (Cuckoo Clock) و”كيك الغابة السوداء” (Black Forest Gateau) وقبعة بولنهت (Bollenhut Hat). تضم المنطقة مقومات طبيعية هائلة مثل قمم الجبال المشمسة والبحيرات الصافية والغابات الداكنة والأخاديد العميقة والشلالات الهادرة، لذا فهي المكان المثالي للراحة والاسترخاء واستنشاق الهواء النقي في بيئة طبيعية مثالية للغاية.

زيغريد دي مازيرس مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج - جانب من مدينة فرانكفورت الساحرة
جانب من مدينة فرانكفورت الساحرة
هل لك أن تصفي ألمانيا بكلمة واحدة؟

بصراحة يصعب وصف هذا البلد العريق الذي يحظى بتاريخ مجيد وحضارة راسخة بكلمة واحدة. إلا أنه يمكنني القول مع ما تتمتع به من جاذبية سياحية وما توفره مدنها المفعمة بالحياة من فرص ترفيهية ومناظر طبيعية خلابة، تعد ألمانيا بيئة رائعة لقضاء الإجازات. فالمنتزهات المنتشرة في ربوعها ومدن الملاهي الخاصة بالصغار حولت هذا البلد إلى وجهة مثالية لقضاء الإجازات العائلية مع ضمان حصول جميع أفراد العائلة على المتعة والتسلية. فهنا تنتظرك مجموعة واسعة من الخيارات والإمكانيات، سواء في ما يتعلق بالمساحات الطبيعية الخضراء والغابات والحدائق والمنتزهات أو في ما يخص عوالم الألعاب المثيرة أو البرامج الاستعراضية أو بالنسبة للأنشطة الثقافية والمهرجانات والمتاحف التي تقدم المتعة والفائدة معاً.

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن لا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لم لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط