احتساء كمية معينة من الماء يومياً…ضرورة صحية أم عملية تسويقية؟

10٬722

يسود اعتقاد لدى الغالبية العظمى من البشر بوجه عام وأفراد المجتمعات العربية على نحو خاص بأنه يتعين على الفرد منا احتساء ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا. إذ يعتقد كثيرون أن تلك حقيقة شائعة ولا بد من العمل بها إذا ما أراد المرء الحفاظ على صحته والحؤول دون إصابته بأمراض لا ريب أبرزها يصيب الجهاز التناسلي.

وإذا ما حدث أن توجهت بالسؤال إلى أحد الأشخاص عن سبب احتياجه لهذا القدر من الماء يوميًا، فلربما لن يكون بمقدوره الإجابة على ذلك على الوجه الصحيح، ذلك لأنه لا يدرك ماهية تلك الحقيقة والسبب الحقيقي الكامن وراءها.

كيف بدأت قصة “ثمانية أكواب من الماء”؟

يعتقد بأن تلك الفكرة بدأت في مطلع العام 1945، وذلك عندما أوصى مجلس الغذاء والتغذية التابع للمجلس القومي الأميركي للبحوث بما قدره 1 ملليلتر من الماء مقابل كل سعرة حرارية من الغذاء، الأمر الذي قد يفضي في المحصلة إلى احتساء كمية من الماء تتراوح بين 2 و2.5 لتر في اليوم الواحد.

موضوع جدير بالاهتمام:

وربما يخفى على كثيرين بأن جلّ هذه الكمية يتوفر عادة في الأطعمة التي نتناولها في حياتنا اليومية. إذ تم تفسير تلك التوصية على أنها كمية الماء التي يجب أن يحتسيها الشخص بشكل يومي بمعزل عن كميات الماء الموجودة في المشروبات والخضراوات والفاكهة.

احتساء كمية معينة من الماء يومياً
بعض الخضراوات والفاكهة يحتوي على نسبة عالية من الماء

 

قد تتفاجأ عندما تعلم أن الكثير من الأطعمة يحتوي بطبيعته على نسبة عالية من الماء. في ما يلي تجدون قائمة  تضم بعضاً من  الخضراوات والفاكهة التي يتم تناولها عادة وبجانبها النسبة المئوية للماء المتوفر فيها:

 

التفاح: ٨٥%
المشمش: ٨٥%
 الفاصوليا: ٩٢%
الدجاج المسلوق: ٧١%
الخيار: ٩٦%
الباذنجان: ٩٢%
العنب: ٨٢%
الخس (الأوراق): ٩٦%
البرتقال: ٨٦%
الخوخ: ٩٠%
الفلفل الأخضر:  ٩٤%
البطاطا النيئة:  ٨٥%
الفراولة:  ٩٠%
البطيخ: ٩٣%

 

المشروبات على أنواعها

المشروبات التي تحتوي في تركيبتها على الكافيين وغيرها من المشروبات الأخرى يجب أن يتم إدراجها أيضاً ضمن كمية الماء اليومية التي يتم تناولها عادة. إذ تحتوي هذه المنتجات على نسب عالية من الماء أيضاً.

احتساء كمية معينة من الماء يومياً -01
تسهم الحملات الترويجية التي تقوم بها شركات المياه عادة في حث الناس على شرب المزيد من الماء بشكل يومي
 
موضوع لا بد أن يلقى اهتماماً لديكم أيضاً:

قد يرسل مصنعو المياه المعبأة في زجاجات رسالة مفادها أن المزيد من الماء أفضل. ويقال إن شرب كمية إضافية من الماء يقلل من التهابات المسالك البولية ويحسن لون البشرة، وكذلك يساعد في تخفيف الوزن، كما ويقلل من الصداع والتعب ويزيل الإمساك ويحسن التركيز. والحقيقة أنه لا يوجد دليل دامغ على أي من هذا. الكلى هي أعضاء حيوية رائعة (لا تحتاج إلى التنظيف مع الكثير من الماء) وسوف تصنع بولاً مركزاً لتوفير المياه.

فهل سنتوقف جميعًا عن حمل زجاجات الماء الصغيرة تلك والرشف منها أثناء الاجتماعات؟ ذلك لأننا أدركنا الآن بأن الأمر ليس سوى مجرد حملة ترويجية يراد منها جني الكثير من الأرباح جراء الارتقاء بالمبيعات إلى آفاق غير مسبوقة. أكاد أجزم أن الأمر سيكون  أكثر إزعاجًا في المستقبل لدرجة أنهم سيقنعونك بضرورة شرب الماء أثناء النوم أيضاً كي لا تتعرض صحتك لزحف الأمراض والأوبئة!

احتساء كمية معينة من الماء يومياً -02

الخلاصة…

 اشرب عندما تشعر بالعطش بدلاً من أن تفعل ذلك مراعاة للعرف والتوصيات الطبية السائدة.

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن لا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لم لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط