الكبد مصنع بيولوجي متكامل فلا ترهقه بهذه العادات

3٬669

لا ريب في أن الكبد ينطوي على تكوين مهيب، ومن هنا، فهو يعد تحفة بيولوجية لا مثيل لها. فهو أكبر عضو صلب وأكبر غدة في جسم الإنسان تقوم بما يربو على 500 مهمة أساسية. وتشمل على سبيل المثال لا الحصر، إزالة السموم وتصنيع البروتين وإنتاج المواد الكيماوية التي تساعد على هضم الطعام وتخزين المستقلبات على غرار الغليكوجين، والذي يعد مصدر الطاقة الرئيس للعضلات.

 فالكبد معمل متكامل لا يتوقف العمل فيه لحظة واحدة. لذا، فإن صحة الكبد تأتي ضمن أهم الأولويات التي يجب أن نعيرها أقصى اهتماماتنا. بيد أن هناك الكثير من العادات اليومية السيئة التي قد لا ندري أنها تضر بالكبد. فلنستعرض بعضها فيما يلي:

  1. الإفراط في تناول السكر

أضرار تناول السكر بكثرة تصيب جميع أعضاء الجسم، والكبد ينال النصيب الأكبر من الضرر كونه مركز أساسي لاستقلاب السكر وتخزينه. فهو معمل التكرير الذي يعالج أحد أنواع السكر، والذي يُسمى الفركتوز، لصنع الدهون. لذا، فإن الكثير من السكر المكرر وشراب الذرة عالي الفركتوز يؤدي إلى تراكم دهني يمكن أن يفضي في المحصلة إلى أمراض الكبد. كثيرة هي الدراسات التي أثبتت أن السكر يمكن أن يكون مضراً للكبد شأنه شأن الكحول، حتى ولو لم يكن الشخص يعاني من زيادة الوزن. فضرر السكر الفائض سيصيب الكبد، ولعل هذا أحد أهم الأسباب للحد من استهلاك الأطعمة التي تحتوي على السكريات المضافة، مثل الصودا والمعجنات والحلوى.

الإفراط في تناول السكر

  1. البدانة

تتراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد وتؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في تضخم الكبد ووضع حمل زائد على خلاياه. وبمرور الوقت، يمكن لأنسجة الكبد أن تتصلب وتتخرب وتصل لمرحلة غير قابلة للعكس، تدعى التليف، وفيها يفقد الكبد الكثير من وظائفه. غير أن تغيير النظام الغذائي وإنقاص الوزن وممارسة الرياضة يمكن أن يوقف زحف المرض.

الكبد مصنع بيولوجي متكامل

  1. التدخين

التدخين يمكن أن يؤثر على الكبد بشكل غير مباشر. فجميع المواد الكيماوية السامة الموجودة في دخان السجائر، تسبب الإجهاد التأكسدي وتنتج الجذور الحرة والتي تلحق الضرر بالخلايا في الكبد دافعة الكبد للعمل الحثيث لتعويض الخلايا التالفة. إلا أنه وفي حال فقده الكثير من الخلايا، فلن يكون قادرًا على إصلاح الضرر فيصاب بالتلف الدائم.

التدخين

  1. تناول المكملات الغذائية بشكل مفرط وعشوائي

ومن أهمها الإفراط في استهلاك الفيتامينات، ولا سيما فيتامين “إيه” (A)، والذي يحتاج جسمك إليه بلا شك، ومن الواجب الحصول عليه من المصدر النباتي على غرار الفاكهة والخضراوات الطازجة. غير أن تناول مكملات تحتوي على جرعات عالية دون عوز أثبته الطب، لربما يضر بكبدك ويتسبب في سمية خلاياه. استشر طبيبك قبل تناول أي فيتامين أو مكمل غذائي إضافي لأنك ربما لا تحتاجه.

الإفراط في تناول المسكنات

  1. الإفراط في تناول المسكنات

خاصة تلك الحاوية على مادة تدعى أسيتامينوفين،  فقد يؤذي ذلك الكبد. ويجب دوماً الانتباه لعدم تجاوز الجرعة المحددة يومياً من قبل الطبيب وتجنب تناول المسكنات بشكل عام إلا في الحالات الشديدة.

  1. تناول الدهون المحولة والزيوت المهدرجة

الدهون المحولة هي عبارة عن دهون من صنع الإنسان تتوفر في بعض الأطعمة المعلبة والسلع المخبوزة. ولقد ثبت أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المحولة يجعلك أكثر عرضة لزيادة الوزن، وكذلك يرفع خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. كما من شأن ذلك أيضاً أن يرهق الكبد أثناء معالجتها واستقلابها كونها غير طبيعية ومصنعة بالكامل.

ندرة النوم

  1. ندرة النوم

أظهرت الدراسات أن الحرمان من النوم يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، ومن المثبت ارتباط قلة النوم بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والسكري. والسبب في ذلك أنه أثناء النوم، ينهمك الجسم في عمليات الإصلاح والترميم، ونقص النوم يقلل من قدرة الجسم على تعويض الجزء التالف من الخلايا الكبدية. ولا يستطيع معالجة الدهون بكفاءة، مما يسمح بتراكم الدهون. ولعل هذا ما يفسر العلاقة بين السمنة والنوم وسبب هذه الحلقة المعيبة.

  1. تناول الكحول

استهلاك الكحول بكميات كبيرة هو السبب الأكثر شيوعاً لتلف الكبد. إذ إن أحد أكبر أضرار الكحول تقليله من قدرة الكبد على إزالة السموم من الجسم، وذلك لأنه يشغل الكبد عن وظائفه الأخرى، وينهمك بشكل أساسي على تحويل الكحول إلى شكل أقل سمية، وهذا يسبب أمراض الكبد الدهنية والالتهابات.

عندما يحاول الكبد تحطيم الكحول، يتسبب التفاعل الكيماوي الناتج في إتلاف خلايا الكبد. وبعد فترة طويلة من استهلاك الكحول المفرط، سيصبح التلف دائمًاً، مما يؤدي إلى تليف الكبد. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي محاولات الكبد لإصلاح التالفة الناتجة إلى حدوث طفرات في الحمض النووي قد تؤدي إلى نمو سرطاني.

الكبد مصنع بيولوجي

نصائح غذائية للمحافظة على صحة الكبد
  • إن تناول كمية كبيرة من الأطعمة المصنعة، والتي غالبًا ما تكون مليئة بالمواد الحافظة والإضافات والمحليات الصناعية والنكهات، يُعرِّض الكبد للتلف نظرًا لأن تلك المواد يصعب تحليلها، وهي فوق ذلك تغص بالمواد الكيماوية الضارة.
  • تمتلئ الأطعمة المعالجة أيضًا بالملح الذي لا يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم فحسب، بل يمكن أن يتسبب أيضًا في أمراض الكبد الدهنية، وذلك من خلال زيادة السوائل في الكبد والتسبب في حدوث تورم.
  • عدم تناول ما يكفي من الخضراوات الورقية والفاكهة والخضراوات الأخرى (التي تعد مصدرًا كبيرًا لمضادات الأكسدة)، سيتسبب في عوز في كل من فيتامين “سي” (C) و”إي” (E) والزنك والبيتا كاروتين والسيلينيوم، والتي من شأنها مجتمعة أن تساعد في الحفاظ على صحة الكبد.
من اختيارات المحرر:
المصدر ويب مد

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط