يترقب المسلمون حلول شهر رمضان هذا العام في ظل ظروفٍ استثنائيةٍ يفرضها انتشار عدوى فيروس كورونا في كافة أرجاء العالم. وينتاب الكثير منهم الخوف والقلق حيال احتمالية أن يسهم الصيام بالاصابة بالفيروس، لا سيما وأن الجسم يكون ضعيفاً عادة أثناء فترة الصيام. وبما أن محاولات السيطرة على المرض والشفاء منه في ظل عدم وجود لقاح ضده بعد تأتي عن طريق تقوية الجهاز المناعي، فهذا من شأنه أن يثير لدى كثيرين التساؤلات حول تأثير الصيام على جهاز المناعة وخطر الاصابة بالمرض. فما هو رأي العلم في ذلك؟
هل يضعف الصيام مناعة الأصحاء؟
تفند جميع الدراسات الاعتقاد السائد بأن الصوم يُضعف المناعة. فهو اعتقادٌ خاطئٌ وليس له دليلٌ علمي، مشيرةً في الوقت نفسه، أن الصيام مفيدُ لصحة الإنسان وله أثرٌ كبيرٌ في زيادة المناعة ضد الأمراض. فالصيام المتقطع الذي يمارسه كثيرٌ من المهتمين بالصحة أو الصيام المطلق الذي يمارسه المسلمون، يساعد الجسد على تجديد الخلايا والتخلص من الخلايا التالفة. كما من شأنه أن يسهم في تعزيز عمليات حيويةٍ تدعى البلعمة، وخاصة تجديد كريات الدم البيضاء، التي تعد المدافع الرئيس عن الجسم في حال تعرضه لأي خطر، وبالتالي فإن تجديدها بفعل الصيام سيزيد من قدرتها وكفاءتها على محاربة المرض.
هل يزيد الصيام من احتمالات الإصابة بكورونا؟
إن هذا الاعتقاد لم يثبت علمياً، ولاعلاقة مباشرة بين الصوم والإصابة بالفيروس سواء للأصحاء أم مرضى الجهاز التنفسي. ولعل الاعتقاد بأن جفاف الحلق الناتج عن الصيام يسرع من الإصابة بالفيروس هو اعتقاد خاطئٌ وغير علمي. وجاءت التوصيات الأخيرة من منظمة الصحة العالمية، لتؤكد على عدم وجود أي دليلٍ يثبت بأن الجفاف قد يزيد من فرصة الإصابة بفيروس كورونا. كما وأفادت الدراسات بأنه ليس هناك من دراسةٍ تثبت بأن غرغرة الفم بالماء أو بغسول الفم قد يقي من الإصابة بفيروس كورونا. وما هو أهم من غرغرة الفم، هو المحافظة على رطوبة الجسم، وذلك من خلال الاكثار من شرب السوائل، ولا سيما الماء، بين فترتي الفطور والسحور.
الكلام السابق ينطبق على الأشخاص الأصحاء فماذا عن المرضى؟
إن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة قد تضر الجهاز المناعي، مثل مرض السكري وتصلب الشرايين وفقر الدم وسوء التغذية، فكلُ منهم حالةُ خاصة يجب دراستها من قبل طبيبٍ مختص لتحديد هل الصيام مضر لصاحبها أم لا. ويتعين عليهم اتخاذ احتياطاتهم سواءً خلال الصيام أو في الأيام العادية لتجنب الإصابة بالفيروس، وذلك عبر ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.
توافق ٌعلميٌ وفقهي
جدير بالذكر أن لجنة البحوث الفقهية في مجمع البحوث الإسلامية، خلصت إلى نتيجة مفادها أنه لا يوجد دليلٌ علمي، حتى الآن، على وجود ارتباطٍ بين الصوم والإصابة بفيروس كورنا. وقالت إنه يجب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم الأطباء بالإفطار لوجود عذرٍ مرضي بعينه.
كما أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات محددة بشأن الممارسات الرمضانية الآمنة في سياق جائحة لكورونا. وتشتمل على إرشاداتٍ بشأن تدابير التباعد البدني الواجب اتباعها أثناء الصلاة والإفطار الجماعي وغيرها من الأحداث الاجتماعية أو الدينية. وفي الوقت نفسه، تنص الإرشادات على أنه من المفترض أن يستطيع الأصحاء صيام شهر رمضان هذا العام كما صاموه في الأعوام السابقة، لأنه لا يوجد أي دليل على أن الصيام يزيد من خطر الإصابة بهذه العدوى.
إقرأ أيضاً:
-
صيام رمضان صحة للأبدان
-
مجموعة مستشفيات السعودي الألماني تعتمد إجراءات استثنائية للسلامة والوقاية والتعقيم
-
سويسرا تسعى لأن تكون أول بلد يُقدّم لقاحاً ضد فيروس كورونا
-
ذا لاست دانس يحطم الأرقام القياسية في حجم المشاهدات على شبكة إي إس بي إن
-
أسكوت المحدودة تطلق مبادرات عالمية حول السلامة والتوعية المجتمعية في ظل انتشار وباء كورونا
-
ماركر..روبوت قتالي روسي يطلق طائرات انتحارية مسيرة