كيف تمكنت الشركات الإقليمية من مواجهة جائحة كورونا؟

2٬555

على ما يبدو فإن جائحة كورونا دفعت الشركات والمؤسسات العاملة في الشرق الأوسط إلى تغيير الطريقة التي تمارس بها أعمالها عادة. كما ساهمت الجائحة أيضاً في دفع تلك الشركات إلى تبني تقنيات جديدة تمكنها من الصمود وحتى الازدهار في ظلّ ظروف غير متوقعة.

وفي ما يلي ثلاثة تطورات تقنية مهمة ساعدت الشركات في الشرق الأوسط في ظل جائحة كورونا على توحيد العمليات وأتمتة المهام وإنجاز العمل عن بُعد.

1. اعتماد السحابة والأتمتة

تسارَع الإقبال على السحابة في إدارة الزيادة الكبيرة في البيانات التي تحتاج الشركات إلى معالجتها. ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه، نظرًا لأن الانتقال إلى العمل الافتراضي يؤكّد الحاجة الملّحة إلى تقديم خدمات تقنية خارج أماكن العمل تكون قابلة للتطوير وآمنة ومنخفضة التكلفة ومحلّ ثقة. وتشير التقديرات إلى أن الإنفاق على السحابة سيرتفع بنسبة 19 بالمئة للعام بأكمله، حتى مع توقع انخفاض الإنفاق الإجمالي على تقنية المعلومات ككل بنسبة 8 بالمئة، وفقًا لشركة “غارتنر” المختصة بتحليل الأسواق التقنية.

وبات استخدام موارد تقنية المعلومات، مثل تخزين البيانات وقوة المعالجة والتطبيقات، متاحًا عند الطلب على أساس الدفع عند الاستخدام أولاً بأول عبر الإنترنت.

وعلى سبيل المثال، استُخدمت السحابة للتحوّل إلى نظام افتراضي لاورقي لإدارة النفقات، ما يؤدي إلى توحيد العمليات المالية الداخلية وإلغاء تقديم الموظفين شخصيًا للمطالبات المتعلقة بالنفقات. وقد ساعد هذا في أتمتة مهام الموظفين العادية واليدوية وتوحيدها، ومكّن فرق الشؤون المالية من قضاء وقتهم في مهام عمل أكثر أهمية.

2. ميزة الذكاء الاصطناعي

من المنتظر أن يستمر دور الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل في النمو، نظرًا لأن الشركات قرّرت الإبقاء على نماذج العمل الهجينة التي تجمع بين العمل من مقارها والعمل عن بُعد، لتجنب حدوث اضطرابات أخرى محتملة خلال العام 2021 وما بعده.

وأصبحت المزيد من الشركات تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات سريعة مدعومة بدقة مالية قائمة على القدرة على الاطلاع لحظة بلحظة على البيانات وتحليلاتها، بما يشمل الإدارة الفورية تقريبًا للنفقات لتحسين إدارة الموازنات وتعزيز السيولة، وزيادة الامتثال والقضاء على الأخطاء، وتولي المهام الإلزامية والوصول بالربحية إلى حدودها القصوى.

ويسمح الجيل الجديد من أدوات السفر وإدارة النفقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للشركات بتحليل تجربة السفر وسلوكيات الشراء. ويمكن لأدوات التكامل والذكاء الاصطناعي تفسير بيانات المسافرين لمساعدة الشركات على تحسين الامتثال وتحديد التوفير في التكاليف.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات أيضًا أتمتة كميات هائلة من البيانات وتقليل الأخطاء البشرية وتمكين التحليلات التنبؤية. فمثلًا، وجد استطلاع حديث أجرته “إس إيه بي كونكر” بعنوان “الإمكانات الخفية لاسترداد ضريبة القيمة المضافة” أن الشركات تتطلع إلى ضمان امتلاك الأدوات والحلول الرقمية المناسبة التي تخولها إجراء عمليات استرداد ضريبة القيمة المضافة عبر الإنترنت.

3. الموافقات قبل السفر

يُنتظر أن تُنفِّذ مزيد من الشركات آليات تفرض على الموظفين الحصول على موافقات مسبقة لرحلات العمل في العام 2021، وذلك في إطار جهودها للحفاظ على سلامتهم وإحداث التحوّل المنشود في سياسات السفر والنفقات. ويجري فرض الحصول على هذه المفاوضات قبل رحلات العمل في كثير من الأحيان بفعل المخاوف المتعلقة بمراقبة التكاليف. ولكن مع التغييرات المستمرة على القيود المفروضة على السفر في العديد من البلدان حول العالم، يمكن أن تدعم مسألة الحصول على الموافقات المسبقة على رحلات العمل البرامج التي تضعها الشركات لسلامة المسافرين من موظفيها.

كيف يمكن إذن للتقنيات المتقدمة أن تدعم الشركات والموظفين؟

ومثلما يتضح، فإن ثمّة العديد من الطرق التي يمكن للتقنيات المتقدمة عبرها أن تدعم الشركات والموظفين في الشرق الأوسط، سواء في الظروف الراهنة أو في عالم ما بعد الجائحة، بدءًا من دعم الموظفين الذين يعملون من المنزل، ومرورًا بإدارة الامتثال والتدفقات النقدية، ووصولًا إلى الالتزامات المتعلقة بواجبات الرعاية.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط