قصتنا اليوم خطّ فصولها اللاجىء السوري حسان عقاد الذي لجأ وعائلته إلى بريطانيا هرباً من شبح الموت الذي بات يلاحقه كما يلاحق الجميع في بلده بسبب الحرب الدائرة هناك. ولم تكن رحلته إلى بريطانيا أقل خطورة ومشقة من الظروف العصيبة في بلده الأم. إذ توجه إلى بريطانيا على متن آلة الموت المعروفة باسم (البالم). فما هي قصة حسان، وكيف أجبر الحكومة البريطانية على تعديل أحد القوانين الرئيسة التي أصدرتها؟
العمل التطوعي في المشافي
قرر مخرج الأفلام السوري حسان عقاد البالغ من العمر 23 عاماُ في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” أن يتخلى عن مهنته كمحرج مؤقتاً وتطوع للعمل كعامل تنظيفات في المشافي البريطانية ليكون جندياً في الصفوف الأمامية لمساعدة البلد الذي فتحت له أبوابها عندما قصدها لاجئاً في مواجهة فيروس كورونا.
تفاصيل الحادثة
نشر الشاب السوري حسان عقاد الذي تطوّع للعمل في المشفى تغريدة متضمنة مقطع فيديو على موقع تويتر حاز على ما يزيد عن 4 ملايين مشاهدة وأكثر من 65 ألف إعادة تغريد تحدَّث فيه عن شعوره بالخيانة. وطالب رئيس الوزراء بوريس جونسون بإعادة النظر في القرار الذي استهدف العمال المهاجرين من ذوي الدخل المتدني، بما في ذلك عمال النظافة، ذلك لأن حكومته قدَّمت ضماناتٍ للموظفين الأجانب في القطاع الصحي ولأُسرهم بالبقاء في البلاد حال وفاتهم. إلا أنهااستثنت بعض المهن، من بينها عمال النظافة.
وأوضح حسان عقاد أنَّ القرار، سيحرِم عائلتَه من البقاء في بريطانيا، في حال وفاته جراء عمله في التنظيف بمستشفى يستقبل مرضى كورونا.
I hope you can help me get this message across to the British public. pic.twitter.com/FPoCmbO9Yy
— Hassan Akkad حسان عقاد (@hassan_akkad) May 21, 2020
أنا لست بطلاً وهذا واجبي
أشهر حسان عقاد بطاقة العامل التي حصل عليها والتي تمكنه من الدخول إلى المستشفى بقصد تنظيفه، قائلاً: “هذه بطاقة شرف لي”. ثم تابع قائلاً: “إن التواجد هنا في الخط الأمامي والقدرة على المساعدة في هذا الوقت الصعب هو شرف، ما بعده شرف”.
لم يستطع تمالك نفسه
وخلال حديثه عن جملة المساعدات التي قدمت له في بريطانيا، لم يستطع حسان عقاد تمالك نفسه. إذ خانته عبراته وقال إنه متأثر إزاء حسن المعاملة التي تلقاها عندما كان معدماً ولا يملك شيئاً.
وقال عقاد رداً على تعليقات متابعيه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر:”لقد شعرت بالخجل بعد تلقي العديد من الرسائل الجميلة من الناس تقول إنك بطل وأنت أحدنا ونحن نقدرك”.
ولفت عقاد انتباه الجمهور بعد أن نشر صورة لنفسه أمام معدات وقائية كاملة في حمام بالمستشفى على صفحته الشخصية عبر موقع تويتر.
I hope you can help my get this message delivered to Mr, PM @BorisJohnson pic.twitter.com/xUDl1rBPmu
— Hassan Akkad حسان عقاد (@hassan_akkad) May 20, 2020
إذ قال في هذا الشأن: “لقد خضعت للتدريب قبل أن البدء بدوري الجديد في المجتمع، ويشرفني الانضمام إلى جيش من عمال النظافة الذين يقومون بتطهير مستشفياتنا من فيروس كورونا. لندن كانت بيتي منذ أن غادرت سوريا وأقل ما يمكنني فعله هو التأكد من أن جيراني وموظفي المستشفى في أمان”.
رحلة اللجوء
غادر حسان عقاد مسقط رأسه دمشق عام 2012، ووصل إلى لندن في سبتمبر 2015. وكان يعمل مدرسًا للغة الإنكليزية في مدرسة ثانوية وعمل أيضًا مصوراً، وذلك قبل أن يهرب من بلاده في رحلة لجوء محفوفة بالمخاطر إلى بريطانيا.
أعماله وجوائزه الفنية
شارك عقاد، الذي يعيش في بريكستون، جنوبي لندن، قصته في الفيلم الوثائقي لقناة بي بي سي البريطانية (رحلتنا إلى أوروبا). إذ تحدث العقاد في الفيلم عن رحلته إلى أوروبا التي شملت مغامرة على متن زورق عبر اليونان. كما شارك حسان عقاد في مسلسل تلفزيوني معروف في بريطانيا بعنوان: إكسودوس (Exodus) بثّته هيئة الإذاعة البريطانية قبل أشهر وحصل على جائزتي “بافتا” و”إيمي” في عام 2017.
إقرأ المزيد:
-
نيوزلندا تنضم إلى ركب الخالين من فيروس كورونا المستجد
-
طابعة ثلاثية الأبعاد تنتج حبراً حيوياً لترميم إصابات العضلات
-
تجنيد الطحالب للمساعدة على التئام الجروح العنيدة
-
كريستيانو رونالدو يتفوق على ميسي ويصبح أول ملياردير في تاريخ كرة القدم
-
عمر السومة خارج القائمة الرباعية لميلويفيتش
-
الجمعية العالمية لخدمات المبيعات والتسويق في قطاع الضيافة تنظم ندوة عن بعد