لا تزال قضية تهديد الروبوتات لمستقبل الوظائف البشرية من ضمن القضايا التي تثير الجدل في الأوساط التقنية، فهناك من يرى بأن الروبوتات بإمكانها فعلاً أن تحل محل الإنسان، الأمر الذي قد يشكل تهديداً حقيقياً على مستقبل الوظائف. في حين يرى آخرون بأن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات من شأنه خلق وظائف جديدة. ناهيك عن عدم قدرة الروبوتات على استبدال العنصر البشري في مجالات واسعة.
كتاب هيمنة الروبوتات The Rise of Robots يرى بأن الروبوتات باتت قاب قوسين أو أدنى من القضاء على معظم الوظائف المتاحة للبشر في مجالات عدة ومختلفة.
يركز مؤلف الكتاب مارتن فورد Martin Ford، وهو رائد أعمال أمريكي ومؤسس شركة لتطوير البرمجيات، من خلال هذا الكتاب على تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع والاقتصاد بوجه عام.
ويفترض كتاب هيمنة الروبوتات، الذي نشر في مايو 2015، بأن التسارع المذهل في مجال الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يهدد فعلاً الوظائف الحالية بمختلف أصنافها، بما فيها تلك التي تحتاج للذكاء البشري، كتلك التي تطال البرمجة، على سبيل المثال.
وبحسب الكتاب فإن الثورة المقبلة في هذا المجال ستخلق تبعات سلبية للغاية على المجتمع والاقتصاد مثل البطالة الواسعة وانهيار الاقتصاد الاستهلاكي.
ويتناول الكتاب بعض الوظائف التي يمكن أن تقوم بها الروبوتات خلال السنوات القادمة، وكيف سيبدو عليه المستقبل في ذلك الحين، وبالتالي يرى الكاتب بأنه يتعين على صناع السياسات في العالم وأرباب العمل طرح الحلول الملائمة لمواجهة الآثار المترتبة على المستقبل المزدهر لعالم الروبوتات.
وعلى الرغم من أن الكتاب يقدم نظرة مستبقة للأحداث بعض الشيء، ولا سيما في ما يتعلق بنظرية التطور غير المسبوق لعالم الروبوتات خلال فترة زمنية قصيرة، إلا أن هذه المسألة باتت تدق ناقوس الخطر ليس في ميدان الوظائف فحسب، بل بما يمكن لهذه الروبوتات أن تفعله فيما إذا وصلت لدرجة معينة من التقدم.