ما من شك في أن سرطان الثدي هو السبب الثاني وراء حدوث الوفاة بين النساء في الولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2015 تم تشخيص ما يربو على 232 ألف إصابة بالمرض وتوفي ما قدره 40 ألف شخص بسببه. وعلى الرغم من أن اختبارات التصوير الشعاعي للثدي قد دخلت حيز التطبيق على نطاق واسع، إلا أن نتائجها ليست موثوقة دائمًاً. إذ يطلب من نحو 10 ٪ إلى 15 ٪ من النساء اللائي خضعن لتصوير الثدي بالأشعة العودة بعد فترة لإعادة التصوير، وذلك نظراً لعدم دقة النتائج المتمخضة عن هذه العملية.
خوارزميات مبتكرة للتنبؤ القائم على التعلم
لحسن الحظ، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، يتخذ العلماء في مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خطوات نحو إجراءات أكثر اتساقا وموثوقية. في ورقة نشرت حديثًا، طور الباحثون نموذجًا للتعلم الآلي يمكن أن يتنبأ عند قراءة تصوير الثدي بالأشعة، فيما إذا كان من المحتمل أن تصاب السيدة بسرطان الثدي حتى خمس سنوات في المستقبل، يعتمد على خوارزميات مبتكرة للتنبؤ القائم على التعلم. غذي النظام بمعلومات جمعت من 60 ألف مريضة مجمعة في 90 ألف صورة ماموغرام من مستشفى ماساتشوستس العام، وتحليلها باستخدام التعلم العميق.
الذكاء الاصطناعي قادر على كشف علامات الإصابة بالسرطان قبل سنوات من حدوث الإصابة
وباستخدام هذه البيانات، ابتكر العلماء نموذجًا يتعرف على الأنماط الدقيقة في أنسجة الثدي التي تمثل العلامات المبكرة للسرطان. ولكنها كانت دقيقة جدًا بحيث لا يمكن للعين البشرية إدراكها. نتيجة لذلك، يمكن أن يجد الذكاء الاصطناعي علامات الإصابة بسرطان الثدي في تصوير الثدي بالأشعة السينية قبل سنوات من أخصائيي الأشعة، مما قد يقلل من العلاجات الغازية وخفض النفقات الطبية.
إجراء الفحص المناسب للشخص المناسب
صرحت ريجينا برزيلاي، وهي مؤلفة بارزة في هذا المجال، “بدلاً من اتباع نهج واحد يناسب الجميع، يمكننا تخصيص الفحص حول خطر إصابة المرأة بالسرطان”. “على سبيل المثال، قد يوصي الطبيب بأن تحصل مجموعة من النساء على تصوير الثدي بالأشعة السينية كل عام، في حين قد تحصل مجموعة أخرى عالية الخطورة على فحص إضافي للتصوير بالرنين المغناطيسي، فإذا قمت بإجراء الفحص المناسب للشخص المناسب، فيمكنك تحسين التجربة وتقليل أضرار التصوير الشعاعي للثدي وبنفس الوقت التقاط السرطان في وقت مبكر، مما يحدث فارقاً كبيرًا في حياة المريضة، ذلك لأن خيارات العلاج في المرحلة المبكرة والمراحل المتأخرة مختلفة بشكل كلي”.
يقولون الباحثون إن النموذج تمكن من التنبؤ بدقة بنسبة 31 ٪ من جميع مرضى السرطان في الفئة الأكثر عرضة للخطر مقارنة بنسبة 18 ٪ فقط للطرق التقليدية.
توسيع نطاق العمل ليشمل أنواعًا أخرى من السرطان
يسعى الباحثون الآن إلى التعاون مع المزيد من المستشفيات لدراسة وخدمة مجموعات أخرى وجعل النظام أكثر فعالية. ويتطلعون أيضًا إلى توسيع نطاق العمل ليشمل أنواعًا أخرى من السرطان، ولا سيما تلك التي من المهم جداً كشفها في مراحل باكرة بسبب إنذارها السيء بشدة، مثل سرطان البنكرياس.
تنويه
على الرغم من تحري الدقة في المعلومات التي أتينا على ذكرها للتو بالاعتماد على أهل الاختصاص، من جهة، والمصادر الموثوقة الأخرى، من جهة أخرى، إلا أنه يقتضي التنويه بأن تلك المعلومات الواردة هنا ذكرت بقصد التحذير والتوعية. ولذلك، يتعين على الجميع استشارة الطبيب المختص لتقييم كل حالة على حدة وتقديم النصح والدواء المطلوبين في هذا الإطار.
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
لهذه الأسباب يجب التوقف الفوري عن استخدام الهاتف الذكي قبل النوم
-
وسيلة نقل يمكنها نقل الأشخاص إلى أي نقطة في العالم خلال ساعة فقط!
-
أبرز التحديات التي ستواجه التطبيقات البرمجية في عام 2020
-
رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم
-
حسابك على فيسبوك مخترق…كيف تتحقق من ذلك؟ وكيف تتصرف؟