الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالحالات الخطرة من فيروس كورونا قبل تطورها

497

تجاوز عدد الاصابات بفيروس كورونا المستجد عالمياً حتى الآن، حاجز الـ 900.000 حالة، معظمها تكون خفيفةً إلى متوسطة الشدة. غير أن بعضها لربما يتطور لذات رئةٍ خطيرة، وقد تتفاقم حالات بعينها بحيث يمكن أن تُفضي إلى حدوث قصورٍ تنفسي كامل يؤدي إلى الموت. ويصعب حالياً على الأطباء تحديد الحالات التي ستطور عواقب مهددةٍ للحياة في مراحل المرض الأولية. ومن هنا، تبرز أهمية التجربة التي قام بها باحثون لتدريب الذكاء الاصطناعي ليكون قادراً على تحديد الحالات التي من الممكن أن تكون مهددة للحياة في المراحل المبكرة من الإصابة.

ثمرة تعاون موسع

قاد العمل كل من كلية الطب ومعهد كورانت للعلوم الرياضية في جامعة نيويورك بالشراكة مع مستشفى ونتشو المركزي في الصين. من أجل الدراسة، تم جمع النتائج الديموغرافية والمختبرية والإشعاعية من 53 مريضًا، ممن أظهرت التحاليل اصابتهم بفيروس كورونا، كانت الأعراض خفيفةً في البداية، بما في ذلك السعال والحمى والاضطرابات الهضمية. تطورت أعراض شديدة بعد اسبوع، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. لدى قلةٍ من المرضى المدروسين.

الذكاء الاصطناعي يزداد ذكاءً بالتدريب

نتائج غير متوقعة

صمم الباحثون نماذج حاسوبية تتخذ قراراتٍ بناءً على البيانات التي يتم إدخالها، وتصبح “أكثر ذكاءً” كلما زاد عدد البيانات التي تدرسها.

وجد الذكاء الاصطناعي أن بعض الخصائص، التي تعد من السمات المميزة لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19“، مثل بعض التبدلات المميزة التي تظهر في صور الرئة الشعاعية والتي تسمى كثافات الزجاج المطحون، ودرجة الحمى ومؤشرات الاستجابات المناعية القوية، لم تكن مفيدةً في توقع الحالات التي ستتطور لذات رئة حادة. كما ولم يكن للعمر والجنس فائدة تنبؤيه مهمة بحدوث المرض الخطير، على الرغم من أن الدراسات السابقة وجدت أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أكثر عرضة للخطر.

وبدلاً من ذلك، وجدت أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة أن التغيرات في 3 مشعرات، وهي مستويات أنزيم الكبد، ألانين أمين أميناز (ALT)، وشدة الألم العضلي، ومستويات الهيموغلوبين، كانت أكثر دقةً بتنبؤ حدوث الاختلاطات الخطيرة. وقد أكد الفريق بأن النظام الجديد قادرٌ على التنبؤ بمخاطر حدوث القصور التنفسي بدقة تصل لنحو 80%.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بفيروس كورونا

أداة مفيدة لوضع خارطة طريق لعلاج المرضى

قالت ميغان كوفي، طبيبةٌ في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك: “أظهرت الدراسة قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ باحتمال تطور مضاعفات خطيرة للمرض. وتمخض ذلك عن نتائج مثيرة للاهتمام ، ذلك لأن الكثير من المشعرات التي استخدمها الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرار كانت مختلفة عما يبحث عنه الاطباء، ما قد يساعد على توسيع فهمنا للمرض ومراقبة الأعراض من وجهة نظر مغايرة. ويمكن للأداة المساعدة في توجيه الأطباء لتحديد المرضى الذين يجب التركيز عليهم عندما تستنزف إمكانات المستشفيات والكادر الطبي بسبب الأعداد الكبيرة من المرضى”.

يتطلع الفريق الآن إلى تحسين أداء النظام من خلال تزويده ببيانات اضافية، ويأمل أن تكون جاهزة للاستخدام العملي في وقت ما من شهر أبريل.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
“لا يجوز إعادة نشر أي مادة تحريرية، سواء أكان ذلك بشكل جزئي أم كلي أو نشر أي موضوع بناء على فكرة موقع عصري.نت الحصرية إلا بموجب إذن رسمي من إدارة الموقع وذكر المصدر أصولاً”
المصدر سايانس ديلي تيك سايانس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط