تُعد أمراض القلب سببًا رئيساً للوفاة في جميع أنحاء العالم. فوفقاً لتقديرات المتخصصين في هذا المجال، يصاب شخصٌ في العالم بنوبةٍ قلبيةٍ كل 40 ثانية. ولعل هذا الأمر يتسبب عادة في موت جزءٍ من عضلة القلب بسبب فقدان تدفق الدم، الأمر الذي من شأنه أن يُفضي إلى تلفٍ دائمٍ في الخلايا وفقدانها لوظيفتها وحدوث قصورٍ في القلب. وعلى الرغم من التقدم الكبير في المجال الطبي، فإن جميع العلاجات الحالية لا تعدو كونها علاجاتٍ داعمةٍ لمساعدة الجزء السليم من القلب على تحمل العبء الزائد ومحاولة الحد من خطر حدوث نوبات أخرى، دون وجود حلول لإحياء الخلايا المتضررة أو استرداد وظيفتها. ومن هنا تبرز أهمية الابتكار الأخير الذي يسمح باستخدام الخلايا الجذعية لإعادة إحياء الجزء التالف من الخلايا وحثها على التجدد وإصلاح نفسها.
الخلايا الجذعية تبعث الحياة في القلب المريض
ابتكر باحثون من مركز مايو كلينيك، آلياتٍ جديدةٍ تسمح باستخدام الخلايا الجذعية لإعادة إحياء الجزء التالف من الخلايا وحثها على التجدد وإصلاح نفسها، في التجارب الأولية على الفئران، أعادت الخلايا الجذعية عضلة القلب إلى حالتها قبل النوبة القلبية، وبالتالي قدمت الدراسة مخططًا لكيفية عمل الخلايا الجذعية وإمكانية نقل التجارب للإنسان.
في الدراسة، زرع الباحثون خلايا جذعية بشرية مستمدة من الخلايا الجذعية البالغة من نقي العظم، ضمن النسيج القلبي المتهتك للفئران، وراقبوا سلوكها، فوجدوا أن الخلايا الجذعية تعمل على ترميم وإعادة بناء البروتينات التالفة، لعكس الأذيات المعقدة الناجمة عن الأزمة قلبية، وإعادة قولبة البروتينات وتشكيلها من جديد لجعلها وظيفيةً ومتكاملةً مع الأنسجة السليمة.
كشف خفايا عمل الخلايا الجذعية
صرح أندريه تيرزيك، مدير مركز مايوكلينيك للطب التجديدي: “إن الآلية الفعلية لعمل الخلايا الجذعية في إصلاح عضو مريض، هي غايةٌ في التعقيد والغموض. إذ لم يتم فهمها بشكل دقيق حتى الآن، ما يحد من تبنيها في المعالجة السريرية. وتلقي هذه الدراسة الضوء على بعض الآليات المعقدة وتقدم فهماً جديداً، الأمرالذي من شأنه أن يرسم خارطة طريقٍ من أجل تطبيق العلاج بالخلايا الجذعية في الممارسة السريرية بشكل أوسع. كما تعمل النتائج الحالية على إثراء قاعدة المعرفة المتعلقة بعلاجات الخلايا الجذعية، وقد تكون لها القدرة على توجيه الأنظمة العلاجية في المستقبل”.
نتائج مبهرة فاقت التوقعات
وأردف تيرزيك: “إن التغيير الناجم عن النوبة القلبية شديد وهو أكبر من أن يتمكن القلب من إصلاحه أو منع حدوث المزيد من التلف. ومع ذلك، فإن العلاج بالخلايا الجذعية للقلب يعكس بشكل كامل أو جزئي ثلثي هذه الأضرار الجسيمة الناجمة عن النوبة القلبية الإقفارية. ولقد استعادت الخلايا في تجربتنا ما يقارب 85٪ من فعاليتها الوظيفية. وحين بدأنا السير في هذا الطريق، توقعنا أن العلاج بالخلايا الجذعية سيؤدي إلى نتائج مفيدة، غير أننا فوجئنا إلى أي مدى تبدلت حالة القلوب المريضة وتماثلت للشفاء”.
إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
-
حقائق صادمة حول تأثير استخدامنا للأجهزة الذكية والإنترنت على البيئة
ابتكار مادة مطاطية ذات بنية نانوية يمكن أن تحل محل الأنسجة البشرية
-
دعماً لجهود المملكة في الحد من انتشار فيروس كورونا.. تمكين للتقنيات تطلق مبادرة “وطن ما يوقف”
-
رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم
-
أول لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد يُحقن في جسم متطوعة