التكنولوجيا تعيد حاسة اللمس لمصابٍ بالشلل

5٬416

في عام 2010، تعرض إيان بوركهارت، البالغ من العمر 28 عامًا، لحادثٍ أليمٍ أثناء ممارسة رياضة الغطس، ما ألحق أضرارًا جسيمة في حبله الشوكي جعلته مشلولًا وحبيس الكرسي المتحرك مع حركةٍ محدودةٍ فقط في مرفقه وكتفيه.

بيد أنه سرعان ما طوع التكنولوجيا لصالحه. إذ انخرط في تجربةٍ علميةٍ فريدة لتطوير تقنية واجهة الدماغ والحاسوب المزروعة (BCI)، ما لبث أن حقق من خلالها تقدمًا كبيرًا في استعادة بعض الحركات الصغيرة. ولقد بلغ به الحال إلى مرحلةٍ كان فيها قادراً على لعب بعض الألعاب الإلكترونية. ولعل هذا بحد ذاته يعد إنجازاً مذهلاً بكل المقاييس. واستكمالاً لنجاح التجربة، أعلن العلماء أنه تمكن من استعادة جزء من حاسة اللمس المفقودة بالكامل بسبب الإصابة.التكنولوجيا تتجاوز إصابة النخاع الشوكي

يعمل الجهاز الذي طوره علماء في جامعة أوهايو الأمريكية بالتعاون مع مركز باتيل للأبحاث من خلال تلك التكنولوجيا التي تعتمد على نظامٍ من الأقطاب الكهربائية يلامس جلد المريض ويتصل بشريحة كمبيوتر صغيرة مزروعة في قشرته الحركية. ويستخدم الأسلاك لتوجيه إشارات الحركة من الدماغ إلى العضلات وتجاوز إصابة الحبل الشوكي، ما يمنحه ما يكفي من القدرة على التحكم في ذراعه ويده لرفع كوب القهوة والتحكم بلعبةٍ إلكترونيةٍ محاكيةٍ لعزف الغيتار.

وحول ذلك، يقول جانزر: “على الرغم من اكتسابه القدرة على الحركة،  يشعر المريض أن يده غريبةً بسبب عدم وجود ردود فعلٍ حسيةٍ ما يسبب مشكلة في التحكم في يده. ومن هنا، يتعين عليه دائماً أن يراقب تحركاته عن كثب لمعرفة موضع يده وإتجاهها في كل لحظة. ولعل هذا يتطلب الكثير من التركيز ويجعل المهام المتعددة البسيطة مثل شرب الماء أثناء مشاهدة التلفزيون شبه مستحيل”.

 

التكنولوجيا تعيد حاسة اللمس

تعزيز الاشارات العصبية لمساعدة الدماغ على ادراكها

وجد الباحثون أنه على الرغم من أن المريض لم يكن لديه أي إحساس في يده، عندما حفزوا جلده، كانت الإشارة العصبية لا تزال تصل إلى دماغه، حتى وإن كانت ضعيفةً للغاية، لدرجة أن دماغه غير قادرٍ على إدراكها. يشرح غانزر أنه حتى في الأشخاص مثل بوركهارت الذين لديهم ما يُعتبر إصابة الحبل الشوكي “كاملة سريريًا”، هناك دائمًا بضع حزمٍ من الألياف العصبية التي لا تزال سليمة. وهذه الإشارات هي التي عمل البحث على تعزيزها إلى المستوى الذي يدركه الدماغ.

ردود الفعل اللمسية

تسمح هذه التكنولوجيا الجديدة للإشارات اللمسية القادمة من جلد بوركهارت بالعودة إلى دماغه من خلال ردود الفعل اللمسية الاصطناعية التي يمكن أن يدركها الدماغ ومثالها التقنية التي تولد اهتزازاتٍ صغيرةٍ عندما لمس شاشة الهواتف الذكية، مما يحل محل الشعور بالضغط على زر. وتُعرف هذه التقنية باسم ردود الفعل اللمسية.

التكنولوجيا تعيد حاسة اللمس إلى شخص مصاب بالشلل

شعورٌ لايصدق 

من جانبه، صرح إيان بوركهارت: “في الأصل تم تصميم الدراسة لي فقط لاستعادة السيطرة على الحركة. بيد أننا أدركنا أنه إذا كنت تريد التحكم الكامل، فأنت بحاجة إلى الشعور بالطرف، لأنني كنت أعتمد على رؤيتي لمعرفة ما إذا كانت يدي تلامس شيئاً ما. لذلك عندما كانت لديهم فكرة إنشاء نظامٍ ثنائي الاتجاه، يمكن أن يساعدني على الشعور بشيء. إن الشعور باستعادة إحساسي باللمس لأمرٌ رائع. كما أن القدرة على إضافة الإحساس باللمس إلى يدي هي أمرٌ استثنائي. إذ لم نتوقع أبدًا أن ذلك سيكون ممكنًا عندما شرعنا أولاً في استعادة الحركة إلى يدي المشلولة. وعلى الرغم من أن المعلومات الحسية التي أحصل عليها باستخدام هذا الجهاز ليست طبيعيةً بنسبة 100%، كما كان الحال قبل إصابة الحبل الشوكي، إلا أنها لا تزال تسمح لي بتحسين قدرتي على التحكم بالحركات الدقيقة وتسهيل القيام بالوظائف المعقدة”.

خطوةٌ مهمةٌ على الطريق الصحيح

لعل هدف الباحثين على المدى الطويل يتمثل في تطوير نظام واجهة الدماغ والحاسوب ليعمل بشكلٍ جيدٍ في المنزل، كما هو الحال في المختبر. وهم يعملون على إنشاء غلافٍ من الجيل التالي يحتوي على الأقطاب الكهربائية وأجهزة الاستشعار المطلوبة التي يمكن ارتداؤها وخلعها بسهولة. كما أن تطوير نظامٍ يمكن التحكم فيه بجهازٍ لوحي بدلاً من جهاز كمبيوتر يجعله أصغر حجمًا وأكثر قابليةً للحمل.

إقرأ أيضاً:
  • سلسلة متاجر جرانديوس سوبرماركت الإماراتية تفتتح فرعها الثامن في جزيرة الريم
  • 5 سلوكيات علينا تجنبها عند انتهاء الحجر المنزلي
  • نجمة هوليوود ليندسي لوهان تُؤكّد على ريادة دبي في الاجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا
  • القميص الذكي..ابتكار رائد لمراقبة الحالة الصحية للإنسان على مدار الساعة
المصدر لينكينغ هاب

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط