البريكسيت وتداعياته على كرة القدم الإنجليزية ومكانتها العالمية

2٬019

خرجت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الموافق 31/01/2020 لتبدأ الفترة الانتقالية التي تنتهي بنهاية العام الحالي. وعلى الرغم من أنه تمت مناقشة هذه الخطوة على مستوى عالمي من حيث تداعياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إلا أن ما يهمنا حالياً، وما سنتطرق إليه يتمثل في تداعيات هذا الخروج على الرياضة بوجه عام، وعلى كرة القدم على وجه الخصوص.

في 23 يوليو 2017 أجري استفتاء حول “البريكسيت” كانت نتيجته لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52%،  وكان من المفترض آنذاك أن يتم إقراره بعد مضي سنتين كاملتين من اعتماده من قبل رئيسة الحكومة السابقة، أي بتاريخ 29/03/2019، غير أن الموعد تأجل مرتين اثنتين، وذلك مرده إلى ضغوطات من داخل بريطانيا وخارجها.

البريكسيت وتداعياته على كرة القدم الإنجليزية

تأثيره على كرة القدم 

انقسمت الآراء حول تأثيرات “البريكسيت” على الدوري الإنجليزي الى معسكرين: الأول يدفع بإيجابية القرار وفائدته للرياضة الإنجليزية ولكرة القدم على وجه الخصوص. ولعل أبرز تلك الآراء ما نشرته صحيفة “ذي صن” البريطانية على لسان رئيس نادي ساوثهامبتون السابق وعضو البرلمان البريطاني روبرت لوي. إذ أعرب هذا الأخير عن تفاؤله الكبير والذي عزاه إلى كون هذا الخروج سيغير من قواعد الاستقطابات الخاصة بالأندية الإنجليزية ويفتحها على العالم بشكل أكبر. ويكمن السبب وراء ذلك، على حد قوله، في حقيقة أن الأندية كانت تستسهل التعاقد مع مواهب من اللاعبين الأوروبيين وتتجاهل غيرهم من باقي دول العالم، وهو ما سيتغير لمصلحة الكرة الإنجليزية على حد زعمه.

بالإضافة إلى أن الأندية الإنجليزية ستضطر حسب قوله للاهتمام أكثر باللاعبين المحليين، وتولي فئة الشباب من الإنجليز دعمها الكبير، وليس هذا فحسب؛ إذ ستمنحهم أيضاً فرصة أكبر لإثبات أنفسهم وحجز مكان لهم  ضمن صفوف فرق الدوري المحلية.

البريكسيت وتداعياته على كرة القدم الإنجليزية بوجه عام

ماذا عن الرأي الآخر؟

غير أن الرأي الآخر والأكثر تداولاً ينظر إلى الخروج بنظرة متشائمة وينذر بتداعيات كبيرة ستؤثر سلباً على سمعة الدوري الإنجليزي ومكانته المرموقة كأقوى الدوريات العالمية.

وهو ما عبر عنه الرئيس السابق لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد سكودامور أولاً لإذاعة صوت ألمانيا، وذلك حين حذر من تكبد الكرة الإنجليزية لخسائر بالمليارات كون السمعة الجيدة للدوري مستمدة برأيه من تواجد اللاعبين الأوروبيين النجوم فيه بشكل كبير. وأتبعه بتصريح لصالح شبكة “بي بي سي” أيضاً قال فيه إن الخروج من الاتحاد الأوروبي يعاكس رغبة معظم الأندية الإنجليزية ولا يتوافق مع سياساتهم القائمة على الانفتاح على كافة دول العالم. إلا أن نتيجة الاستفتاء تبقى ملزمة لجميع الأندية  وسنتعامل على هذا الواقع القائم  مستقبلاً.

مدرب أرسنال السابق آرسين فينجر عبر بدوره عن خشيته من أن يؤدي الخروج  إلى قيام  أفضل اللاعبين الأوروبيين بمغادرة الدوري الإنجليزي  الممتاز. وتبعه النجم السابق غاري لينكر بتغريدة على تويتر كتب فيها: “أخجل من أبناء جيلي، فبهذا التصويت تخلينا عن أبنائنا وأحفادنا”.

الصعوبات المتوقعة بعد الخروج

لا يخفى على أحد  حجم الصعوبات التي ستواجه الأندية الإنجليزية بعد “البريكسيت”، ولا ريب أبرزها يأتي في ما يلي:

  • عدم تمكن الأندية الإنجليزية من التعاقد مع مواهب شابة دون سن  18 عاماً  من دول الاتحاد الأوروبي كونها لم تعد جزءاً منه، ولأنه سيشكل في حال حصوله مخالفة للوائح الفيفا الصارمة جداً بهذا الخصوص.
  • صعوبة انتقال اللاعبين الأوروبيين من وإلى بريطانيا بسبب معاملتهم كأجانب.
  • إلغاء الامتيازات التي كان يتمتع بها اللاعبون الأوروبيون في الدوري الإنجليزي سيدفعهم لإعادة النظر في استمرارهم أو في تجديد عقودهم. كما سيؤثر ذلك سلباً على قرارات اللاعبين الجدد في الانضمام لأحد الأندية الإنجليزية كونهم سيعاملون بنفس معاملة اللاعبين القادمين من قارات أفريقيا وآسيا والأمريكتين من حيث تصاريح العمل. إذ سيعاملون معاملة الموظفين داخل هذه الأندية وليس كلاعبين محترفين.
  • الأمر ذاته سينطبق على كل من المدربين والخبراء الإداريين الأوروبيين.

البريكسيت وتداعياته على الكرة الانجليزية

الآثار والتبعات المالية المترتبة على الخروج 

ووفقاً لما أتى ذكره على لسان  مايك غارليك، رئيس نادي بيرنلي، لشبكة “بي بي سي”، فإن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني مقابل اليورو سيصعب على الأندية الإنجليزية الدخول في منافسات مع الأندية الأوروبية لاستقطاب النجوم والمواهب. كما من شأن ذلك أن يضعف من موقفها. كما حذر غارليك من حصول فجوة كبيرة وعدم مساواة في دوري الدرجة الأولى.

ناهيكم عن أن جزءاً كبيراً من عائدات الأندية الإنجليزية الكبيرة والتي ساهمت في تحقيقها لتلك المكانة العالمية المرموقة يعود لإيرادات النقل التلفزيوني التي  يتم توزيعها عليهم وهو معرض أيضاً للاهتزاز والانخفاض.

قرارات وأمور احترازية من الاتحاد الإنجليزي 

يدرس الاتحاد الإنجليزي تبعات الخروج على مكانة الدوري الإنجليزي العالمية، وقد توصل لمجموعة من القرارات، لعل أبرزها يتمثل في الآتي:

  • بدء نظام جديد يوفر فرصاً أفضل للاعبين الشباب من الإنجليز
  • إقرار زيادة في نسبة اللاعبين الإنجليز ضمن قائمة النادي لتصبح (13) لاعباً من أصل (25)
  • بعض القرارات الأخرى التي ما زالت قيد الدراسة
في الختام

لا شك أن أي عاشق لكرة القدم يحدوه الأمل في أن تمر هذه الأزمة بأقل الخسائر، وذلك حفاظاً على قوة ومتعة الدوري الإنجليزي الممتاز ومستوى المتعة العالي الذي يعيشه متابعوه  في مختلف دول العالم.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط