لهذه الأسباب يجب التوقف الفوري عن استخدام الهاتف الذكي قبل النوم

يحفز ضوء الطول الموجي الأزرق بشكل أساسي أجهزة استشعار في عينيك لإرسال إشارات إلى ساعة عقلك الداخلية.

تأثيرات الضوء الأزرق

ضوء الشمس والضوء الأبيض يحتويان على مزيج من أطوال موجية مختلفة، كل منها لديه كمية كبيرة من الضوء الأزرق (دراسة). إذ يساعدك الحصول على إضاءة زرقاء – خاصة من الشمس – خلال النهار على البقاء في حالة تأهب مع تحسين الأداء والمزاج. ومع ذلك فإن مصابيح الإضاءة والأجهزة الإلكترونية الحديثة، وعلى وجه الخصوص شاشات الحواسيب (الكمبيوتر) والهاتف الذكي تنتج كميات كبيرة من الضوء الأزرق، وقد تؤدي إلى تعطيل الساعة الداخلية إذا ما تعرضت لها خلال فترات المساء.

هرمون الميلاتونين

فعندما يحل الظلام تفرز الغدة الصنوبرية هرمون الميلاتونين الذي يخبر جسمك بالتعب والنوم. ولعل الضوء الأزرق سواء كان مصدره أشعة الشمس أم  جهاز حاسوب محمول، يعد فعالاً للغاية في منع إنتاج الميلاتونين – وبالتالي تقليل مدة ونوعية نومك. وتربط الدراسات بين كبح الميلاتونين في المساء ومشاكل صحية عدة مختلفة، بما في ذلك متلازمة السمنة والداء السكري.

بناء على النتائج المستخلصة من دراسة قام بها باحثون في جامعة هارفارد هناك 5 أسباب مهمة من شأنها أن تحفز الجميع على التوقف عن استخدام الهاتف الخاص بهم (والشاشات الأخرى) لساعة أو ساعتين قبل النوم، وتتمثل في الآتي:

1. الحاجة إلى وقت طويل للاستغراق في النوم

احتاج المشاركون في الدراسة، الذين كانوا يستخدمون قارئًا إلكترونيًا قبل النوم (الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي)، مدة 10 دقائق إضافية تقريباً ​​للاستغراق في النوم مقارنة بأولئك الذين كانوا يقرؤون كتاباً مطبوعاً عادياً.

2. الضوء الساطع من الهاتف يسبب الفوضى في إيقاع الساعة البيولوجية لدماغك

 كما أسلفنا فإن العديد من الدراسات توضح الأهمية القصوى لإيقاع الساعة البيولوجية المتزامن جيدًا، فالكثير من وظائف الجسم تعتمد على هذا الأمر مثل استقلابك، حالتك المزاجية، شهيتك للأطعمة الحلوة (وبالتالي وزنك) ،خطر إصابتك بالسكري، والقائمة تطول. ولقد أثبتت الدراسة أن الضوء الصناعي في الليل، خاصةً الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف والشاشات، يربك عقلك ويعبث بإيقاع هذه الساعة التي تعتمد عادة على ضوء الشمس الطبيعي والظلمة لضبط الإيقاع.

3. كبح إفراز الميلاتونين عند وقت الحاجة القصوى له

الضوء المنبعث من شاشات الهاتف اللامع مباشرة في عينيك، يمنع إنتاج هذا الهرمون شديد الأهمية في المساء. إذا كان عليك إلقاء نظرة على الشاشة لسبب مهم، قم باستخدام أي برنامج متاح من شأنه تقليل عنصر الضوء الأزرق.

4. الحدّ من مدة وعمق فترة حركة العين السريعة

وهي مرحلة من النوم ضرورية للغاية لاستعادة نشاط عقلك وجسمك. ففي هذه الفترة يتم عادة تثبيت الذكريات مثلاً، فإذا لم تحصل على ما يكفي منه، فقد يجعلك ذلك تشعر بالتعب والإرهاق وتواجه صعوبة في التركيز في اليوم التالي.

5. الشعور بالتعب والوهن والضعف في التركيز عند الاستيقاظ

وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، فإن النظر إلى الشاشة قبل النوم ستجعلك تشعر بالنعاس والإرهاق عند الاستيقاظ في الصباح. إذ أفاد أولئك الذين تصفحوا شاشات حواسيبهم أو أجهزنهم اللوحية أو هواتفهم الذكية قبل النوم بأنهم احتاجوا إلى وقت أطول “للاستيقاظ” التام في اليوم التالي مقارنةً بأولئك الذين تصفحوا كتاباً  بدلاً من ذلك.

الخلاصة

لا بد لي أن أشير في نهاية المطاف إلى حقيقة مفادها أن النظر إلى الشاشات في الليل، ولا سيما خلال الفترة التي تسبق الخلود للفراش والنوم بفترة قصيرة سيجعل من الصعب عليك النوم. إذ سيحد ذلك من شعورك بالرغبة في النوم على الرغم من أن جسمك يحتاج بشدة إليه. كما ستفسد إيقاع الساعة اليومية وتؤثرعلى صحتك بطرق  سلبية عدة، وستنام على نحو أقل عمقًا وتستيقظ بشكل أقل انتعاشًا، ولربما يستغرق بك الأمر ساعات عدة حتى تستيقظ بشكل صحيح في اليوم التالي.

تنويه

على الرغم من تحري الدقة في المعلومات التي أتينا على ذكرها للتو بالاعتماد على أهل الاختصاص، من جهة، والمصادر الموثوقة الأخرى، من جهة أخرى، إلا أنه يقتضي التنويه بأن تلك المعلومات الواردة هنا ذكرت بقصد التحذير والتوعية. ولذلك،  يتعين على الجميع استشارة الطبيب المختص لتقييم كل حالة على حدة وتقديم النصح والدواء المطلوبين في هذا الإطار.

أعرفت الآن لماذا يتعين عليك تجنب استخدام  الهاتف الذكي قبل النوم؟

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:

• ما السبب وراء إغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية على متن كل أنواع الطائرات؟

•  التحديق لساعات طويلة بالشاشات يعرض الصغار للاكتئاب

• النوم لساعات طويلة يضاعف خطر ألزهايمر

• رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم

• حسابك على فيسبوك مخترق…كيف تتحقق من ذلك؟ وكيف تتصرف؟