‏أودي تستخدم برمجيات للتحايل على اختبارات انبعاث غاز ثاني ‏أكسيد الكربون ‏

8٬752

صدر عن “مجلس موارد الهواء”، الذي يتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقراً له، بيان ذُكر فيه أن سيارات “أودي”، التابعة للشركة الألمانية الأم “فولكس فاغن”، قامت باستخدام برمجيات للتحايل على منظِّمي البيئة أثناء اختبارات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.

ولعل هذا الخبر لا يخلو من الغرابة؛ إذ تُنفق شركة “فولكس فاغن” على البحث والتطوير أكثر من أي شركة أخرى على مستوي العالم، فوفقاً لما نشرته مجلة “ذي إيكونوميست” فإن الشركة قد أنفقت خلال عام 2014 ما يربو على 13 مليار يورو في عمليات البحث والتطوير.

لكن على ما يبدو فإن الشركة قد وجدت أن تصميم وتركيب وتشغيل هذه الأنظمة أمرٌ مُكلف للغاية، مما قد يزيد تكلفة سياراتها على المستخدمين؛ فلجأت للحل الأسهل. إذ قامت باستخدام برمجيات مهمتها التحايل على اختبارات انبعاثات عوادم سياراتها التي تعمل بوقود الديزل.

كيف استطاعت تلك البرمجيات التحايل على الاختبارات؟

أكَّدت وكالة حماية البيئة أن هذه البرمجيات تساعد محرك السيارة على الإحساس باختبار الانبعاثات عن طريق عدة عوامل من بينها وضعية تشغيل المحرك، ووضعية عجلات القيادة، ومعدل ضغط الهواء، وكذلك رصد سرعة السيارة.

لذا عندما تم وضع السيارة في ظروف إجراء تلك الاختبارات؛ عملت البرمجيات على تهيئة محرك السيارة للعمل بمستوىً أقل من مستوى قوته الطبيعية، ليصدر في النهاية انبعاثات أقل من أكسيد النيتروجين. لكن عند عودة السيارة إلى الطريق بعيداً عن ظروف اختبار الانبعاثات، يعمل المحرك بقوته الطبيعية ليصدر معدلاً أكبر من هذه الانبعاثات.

كيف تم كشف تلك الخدعة؟

قام “المجلس الدولي للنقل النظيف”، غير الهادف للربح، بالتعاقد مع فريق بحثي من جامعة “وست فيرجينيا” تحت قيادة المهندس “دان كاردر”، مدير مركز محركات وانبعاثات الوقود البديلة في الجامعة نفسها، وذلك لإجراء اختبارات انبعاثات عوادم سيارات فولكس فاغن على الطرق القريبة بدلاً من الاعتماد بشكل قاطع على نتائج المختبر.

حيث كانت تلك الخطوة ضمن محاولات المجلس لإقناع الهيئات التنظيمية الأوروبية لمحاكاة المعايير الأمريكية الصارمة في التعامل مع انبعاثات أكسيد النيتروجين الناتجة عن محركات السيارات التي تعمل بوقود الديزل.

ففي مايو من العام 2013 اكتشفت الدراسة التي قد تم تمويلها بـ 50 ألف دولار من قِبل المجلس الدولي للنقل النظيف أن “فولكس فاغن” قد قامت بالتحايل على اختبارات انبعاثات عوادم سياراتها بالولايات المتحدة الأمريكية. حيث اكتشف الفريق البحثي أن مستويات انبعاثات غاز أكسيد النيتروجين أثناء قيادتها على الطرق أكبر بكثير من الانبعاثات التي تم قياسها في المختبر.

كما أوضح “كاردر” أن مستوى انبعاثات إحدى السيارات على الطريق كان أكبر من المختبر بنحو 15 إلى 35 مرة. بينما كانت نسبة الانبعاثات من سيارة أخرى أكبر من المختبر بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 ضعفاً. 

لكن ما الجديد في حالة سيارات "أودي"؟

في السابق كانت تستخدم شركة “فولكس فاغن” برمجياتها للتحايل على اختبارات انبعاثات غاز أكسيد النيتروجين في السيارات التي تعمل بوقود الديزل، فكان من ضمن تلك السيارات معظم موديلات فولكس فاغن، والعديد من طرز أودي، والتي تشمل A1، وA3، وA4، وA5، وA6، وTT، وQ3 وكذلك Q5.

أما ما أعلنت عنه “بيلد إم سونتاج” أن مجلس موارد الهواء بكاليفورنيا قد اكتشف في الصيف الماضي تحايل “أودي” على منظّمي البيئة أثناء اختبارات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في كلٍّ من السيارات التي تعمل بالبنزين ووقود الديزل. كما أكدت الصحيفة على أن البرمجيات، التي تم استخدامها هذه المرة في سيارات “أودي”، لم تكن نفسها التي استخدمتها الشركة الأم خلال العام الماضي في سياراتها التي تعمل بوقود الديزل.

فقد اعترفت “أودي”، المساهم الرئيس في أرباح مجموعة “فولكس فاغن”، بأن محرك وقود الديزل V6 الخاص بها كان مزوّداً بتلك البرمجيات، وذلك للتحكم بمستوى الانبعاثات لتُنتج كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون أثناء الفحوصات في المختبر عن الطرق العادية، لكن تم اكتشاف هذا التلاعب عند تحويل عجلة القيادة في أي اتجاه عن المسار الرئيس للسيارة بــ 15 درجة.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط