دراسةُ تبين أثر تناول الدهون المشبعة على جودة الأداء الفكري

227

كثر الجدل حول دور استهلاك الدهون بكافة أشكالها على الصحة العامة وأضرارها على القلب والأوعية. إذ يقدم الخبراء وهيئات الصحة العامة وجهات نظرٍ مختلفةٍ حول تأثير الحمية عالية الدهون على الصحة على المدى البعيد. بيد أن الدراسات لم تتطرق لتأثير ذلك على الوظائف اليومية ولا سيما المعرفية منها. فلربما يشعر البعض بالحاجة لتناول الوجبات الدسمة في أوقات التعب والتوتر حيث قد تبدو وكأنها رفيقٌ جيدٌ أوقات الصعاب. غير أن دراسةً جديدةً أثبتت أن تناول الدهون المشبعة يؤثر سلباً على الأداء المعرفي والتركيز في العمل.

للقيام بذلك، اعتمد البحث الجديد على البيانات التي جمعها الباحثون لإجراء دراسةٍ منفصلةٍ استكشفت آثار الوجبات الغنية بالدهون المشبعة على الالتهاب والتعب والتركيز الذهني للمشاركين. في يوم التقييم أجرى كل مشاركٍ من 51 مشاركًا اختبار أداءٍ معرفي لتحديد خط الأساس. يقيس هذا الاختبار التركيز والاهتمام المستمر وأوقات رد الفعل. ثم تناول المشاركون إحدى وجبتين، وجبة من نقانق الديك الرومي والبيض والبسكويت. والتي تحتوي على 60 جرامًا من الدهون المشبعة. بينما تحتوي الأخرى على زيت عباد الشمس الذي يحتوي على نسبةٍ منخفضةٍ من الدهون المشبعة. بعد 5 ساعات خضع المشاركون لاختبار أداء آخر. بعد أسبوع عاد المشاركون لإجراء الاختبارات مرة أخرى ولكن هذه المرة بدّلوا الوجبة التي تناولوها.

دراسةُ تبين أثر تناول الدهون المشبعة

انخفاض الأداء المعرفي  بعد تناول الوجبة الدسمة مباشرةً

وجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا الوجبة الغنية بالدهون المشبعة كان أداؤهم أسوأ في اختبار الأداء من أولئك الذين تناولوا الوجبة التي تحتوي على نسبةٍ منخفضةٍ من الدهون المشبعة. في حين أن إحدى الوجبتين تحتويان على مستويات أقل نسبيًا من الدهون المشبعة، تحتوي كلتا الوجبتين على كميةٍ كبيرةٍ من الدهون بشكل عام.

وأفاد لأنيليس ماديسون، المؤلف الرئيس للدراسة: “معظم الأعمال السابقة التي نظرت في التأثير المسبب للنظام الغذائي درست تأثيره على المدى البعيد. بينما ركزت دراستنا على تأثير مجرد وجبةٍ واحدةٍ.  إنه لأمر مثير للاهتمام حقاً  أن نرى اختلافًا بهذا الوضوح”.

انخفاض الأداء المعرفي بعد تناول وجبة فيها الكثير من الدهون المشبعة
الرابط بين الأمعاء والدماغ

كما نظر الباحثون أيضًا في ما إذا كانت حالة تسمى الأمعاء المتسربة والتي تسمح للبكتيريا المعوية بدخول مجرى الدم لها أي تأثير على التركيز. إذ قام الباحثون أيضًا بتحليل عينات الدم الأساسية للمشاركين لتحديد ما إذا كانت تحتوي على جزيء التهابي. إذ من شأن ذلك أن يشير إلى وجود تسمم داخلي بسبب مفرزات البكتيريا الذي تهرب من الأمعاء وتدخل مجرى الدم عندما يتم اختراق حاجز الأمعاء. كان أداء المشاركين الذين لديهم هذه الحالة أسوأ في تقييم الانتباه بغض النظر عن الوجبة التي تناولوها. للقيام بذلك، نظروا إلى مستويات علامات التسمم الداخلي وعلامات الالتهاب في دم المشاركين. فهذه هي العلامات التي تظهر عادة في مجرى الدم عندما يكون لدى الشخص أمعاء ضعيفة.

رابطٌ غريبٌ  يحتاج للمزيد من البحث

على الرغم من أن الدراسة لم توضح سبب تأثير الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة سلبًا على الأداء المعرفي للشخص، إلا أن ماديسون يلاحظ أنه يمكن أن يزيد الالتهاب، والذي قد يؤثر بشكلٍ مباشرٍ على دماغ الشخص ويخفض قدراته.

إقرأ المزيد:
المصدر سايانس ديلي

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط